إحياء عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت وسط تدابير أمنية مشددة
رام الله-شبكة راية الاعلامية:
تجمع آلاف الاشخاص من الطائفة الشيعية منذ السابعة من صباح الخميس في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، لاحياء مراسم عاشوراء وسط تدابير أمنية مشددة في ظل مخاوف من توتر امني او تفجيرات، بحسب ما ذكر مراسلو وكالة فرانس برس.
وفي مجمع سيد الشهداء، بدأت تلاوة السيرة الحسينية حول اليوم الذي قتل فيه الامام الحسين مع عدد كبير من صحبه وافراد عائلته، في جو من الصمت والتأثر، وصولا الى ذرف الدموع عند مفاصل عدة من السيرة.
كما تجمع آلاف آخرون، من الرجال والنساء والاطفال، في كل شوارع الضاحية. وقد ارتدى معظم المشاركين اللون الاسود. وعصب بعضهم رؤوسهم بمناديل خضراء كتب عليها “يا حسين”.
وارتفعت وسط الجمع رايات عليها صور الحسين، واعلام حزب الله.
وسجل انتشار كثيف للجيش اللبناني وقوى امنية في كل شوارع بيروت، لا سيما عند مداخل الضاحية. وفي شوارع الضاحية التي اغلقت بمعظمها امام السيارات، شوهدت حواجز عدة يتولى عليها عناصر من حزب الله عمليات تفتيش المارين سيرا على الاقدام، رجالا ونساء، مع الاغراض والحقائب اليدوية التي يحملونها.
وقال ربيعة الحاج (خمسون عاما) لوكالة فرانس برس “ان المشاركة في مراسم عاشوراء واجب ديني لنتذكر امامنا الحسين واهل البيت. لا نعبأ بالتهديدات”.
واستهدفت الضاحية الجنوبية في التاسع من تموز/ يوليو بتفجير في منطقة بئر العبد جرح فيه اكثر من خمسين شخصا، فيما قتل 27 شخصا في انفجار سيارة مفخخة في منطقة الرويس في 15 آب/ اغسطس. وعطل الجيش اللبناني في 14 تشرين الاول/ اكتوبر سيارة مفخخة في منطقة المعمورة.
واتهم حزب الله جماعات “تكفيرية” بتنفيذ الاعتداءات. وجاءت سلسلة التفجيرات على خلفية توتر امني متنقل بين المناطق اللبنانية على خلفية النزاع في سوريا المجاورة. وينقسم اللبنانيون بين مؤيد للنظام السوري ومتحمس للمعارضة.
ودعا الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في كلمة مطولة القاها مساء الأربعاء في مجلس عاشورائي في الضاحية الجنوبية انصاره الى الخروج اليوم من منازلهم والمشاركة في المسيرات العاشورائية، على الرغم من المخاوف الامنية.
وقال “يوم غد مختلف عن كل الاعوام الماضية. (…) احتمال التهديد الامني موجود”، مضيفا ان ذلك لن يوقف المسيرات.
وتابع “غدا لن يستطيع شيء سوى مشيئة الله وارادته (…)، لا خطر ولا تفجير ولا سفك دماء ولا سيارات مفخخة ان تحول بيننا وبين حسيننا”.
وقال نصرالله الذي حضر شخصيا الى المجلس العاشورائي في ظهور علني نادر، “هذه التجربة جديدة في لبنان، لكن في العراق (…) منذ سنوات يقتلون (في عاشوراء) بالعشرات، يجرحون بالمئات، لكن هل حال سفك دمائهم دون احيائهم شعائر سيدهم ابي عبدالله الحسين؟ ابدا، بل ازدادت نسبة المشاركة والحضور”.
المصدر: (ا ف ب)