"ألتراس مصر" من التشجيع الكروي إلى أجندات السياسة
رام الله- شبكة راية الإعلامية:
توالت وقائع تورط روابط الألتراس الكروية المصرية بأحداث شغب وعنف ضد الشرطة المصرية ومرافق الدولة بعد انزلاق الألتراس الأهلاوي خصوصاً إلى معترك السياسة والتسيس، وقد بدأ هذا التحول للأتراس من التشجيع الكروي إلى الاستقطاب السياسي يتبلور ويشكل ظاهرة على مسرح السياسة المصرية في أعقاب ثورة 25 يناير2011.
وأحدث هذه الوقائع جرت صباح أمس الأول(الأحد) بقيام نحو 500 من ألتراس الأهلي ثم مجموعة أخرى على التوالي باقتحام استاد "المقاولون العرب" قبل مواعيد الدخول بدون تذاكر لحضور ومشاهدة نهائي كأس الأندية الإفريقية بين فريقي النادي الأهلي وأورلاندو بطل جنوب إفريقيا وتعدوا على قوات الأمن المكلفة بتأمين محيط الاستاد ورشقوهم بالحجارة، ما أدى إلى تحطم البوابة الرئيسية بحسب ما أوردت صفحة "الشرطة المصرية".
وشهد الشهر الماضي قيام مجموعات من الألتراس بهجوم غير مسبوق على مطار القاهرة الدولي والاعتداء على القوات الشرطية المختصة بالحراسة والتأمين ما أسفر عن إصابة 19 شرطياً وإحداث تلفيات بصالة الوصول، وحبس 25 متهماً منهم احتياطياً على ذمة الاتهام بارتكاب جرائم التجمهر والشروع في القتل والبلطجة، وإحراز الأسلحة والمفرقعات (الشماريخ) ومقاومة السلطات وتخريب المنشآت العامة.
وتنازلت وزارة الطيران المدني عن المحضر المحرر ضد الألتراس بعد أسبوع من حبسهم احتياطيا مراعاة لصغر سن المتهمين، وحرصاً على مستقبلهم ومن ثم قررت النيابة إخلاء سبيلهم.
إلى ذلك أوضح الخبير الكروي أسامة خليل وعضو لجنة إدارة الأزمات بوزارة الرياضة لـ"العربية.نت" أن روابط الألتراس هي ظاهرة اجتماعية إيجابية تعبر عن الولاء والانتماء للنادي الذى يشجعونه بصورة جمالية بعيدة عن العنف، لكن بعد توقف النشاط الكروي وجدوا أنفسهم بلا فرق يشجعونها، واستحسنوا ما يفعلونه.
وتزامن ذلك مع وجود أحداث سياسية وتعاقب ثورات وفي طريق بحثهم عن دور بديل تم استغلال بعضهم من قبل ساسة يرغبون في تنفيذ أجندات سياسية خاصة بهم وبدأت صور الفساد تتسلل إلى الألتراس بواسطة الأموال التي تضخ للتأثير على بعض أعضائه أو إدخال بعض العناصر غير المنتمية إليهم استغلالا لحالة الجمود التي يعاني منها الألتراس واستثماراً لطاقاتهم في تنفيذ مخططات مشبوهة.
وأشار خليل إلى أن وضع الألتراس الآن يحتاج للنظر في المشكلة بصورة جادة من خلال لجنة إدارة الأزمات داخل وزارة الرياضة، والتي تم تشكيلها مؤخراً وذلك من خلال عمل قاعدة بيانات نبدأ من خلالها إيجاد أرضية مشتركة لمناقشة المشكلة والبحث عن حلول لها.
وأوضح أنه مع الحوار سيتم فرض عقوبات على من يخترق اللوائح والقوانين ويتسبب في إثارة الشغب.
تجدر الإشارة إلى أن جماعات الألتراس نشأت لأول مرة بأوروبا، حيث ظهرت مجموعة من أنصار نادي هايدوك سبيلت بكرواتيا لتشجيع فريقهم بشكل جماعي في المباراة التي جرت يوم 29 نوفمبر عام 1950, بين ناديهم وغريمه التقليدي النجم الأحمر.. ثم عرفت ظاهرة الألتراس الملاعب الإيطالية أواخر الستينيات تشجيعا لفريق نادي ميلان الإيطالي.
وكانت دول المغرب العربي هي أولي محطات الألتراس عربيا.. قبل أن تصل الظاهرة إلى مصر عام 2007، بظهور "ألتراس أهلاوي" ثم ألتراس "الفرسان البيض" لنادي الزمالك، وبعدها ألتراس الإسماعيلي، ثم "السحر الأخضر" من أنصار الاتحاد السكندري، و"النسور الخضراء" من أنصار النادي المصري.
وتتميز جماعات الألتراس باستخدام الألعاب النارية (الشماريخ)، وترديد الهتافات الحماسية؛ والأغاني دعماً لفريقهم وإلهابا لحماس اللاعبين في جو من البهجة والمرح.
العربية