رسامة غوانتانامو تظهر الوجه الحقيقي للعقل المدبر لاعتداءات 11 سبتمبر
رام الله-شبكة راية الاعلامية:
في غوانتانامو تقوم جانيت هاملن باقلامها والوانها برسم انف ولحية خالد شيخ محمد العقل المدبر لاعتداءات 11 ايلول/ سبتمبر 2001، فهي الوحيدة القادرة على اخراج صورته من المحكمة السرية.
وتجلس الرسامة خلال جلسات المحاكمة مع الصحافيين واسر الضحايا وراء لوح زجاجي كبير يفصلها عن المتهمين والقاضي العسكري والمحامين والمدعين. وتلتقط هاملن التي تستعين بنظارات مكبرة ولوحة الرسم “لحظة من لحظات الجلسة” التي لم يتمكن اي شخص ابدا من تصويرها او رسمها منذ 2006.
ولدى تعليق الجلسة يبسط المتهمون الخمسة بتنفيذ اعتداءات 11 ايلول/ سبتمبر سجادة الصلاة ويركعون باتجاه مكة تحت انظار الجنود والاسر.
وبسرعة البرق تنقل هاملن ادق التفاصيل ف”تلتقط اللحظة التاريخية” وترسم الملفات التي تتراكم على طاولة المحامين على ان “تصقلها” لاحقا.
وخلال زياراتها الـ25 لغوانتانامو، لم يسمح للشابة ابدا بدخول قاعة المحاكمة أو الاقتراب من المتهمين.
لكن لرسم ملامح وجه المتهمين توصلت الى “تسوية” مع السلطات العسكرية التي سمحت لها بالعمل من شاشة صغيرة في قاعة المحكمة السابقة الواقعة على تلة على بعد مئات الامتار من القاعة الجديدة المحاطة باجراءات امنية مشددة.
وصرحت لفرانس برس “انها الطريقة الوحيدة لرؤية الوجوه”. وقالت “تتكدس الملفات والوثائق في قاعة المحكمة وبات من الصعب ان نرى فعلا المتهمين”.
واضافت الشابة التي تتحدر من نيويورك “بطريقة ما انها وثيقة تاريخية جماعية. انها مسؤولية كبيرة”. وجمعت رسماتها في كتاب بعنوان “سكيتشينغ غوانتانامو” الذي نزل للتو في الاسواق الامريكية.
وان كانت من وراء اللوح الزجاجي تسمع النقاشات الدائرة بفارق 40 ثانية للسماح للرقابة بالتشويش على النقاط السرية، فهي “تشاهد كل ما يدور فعلا في القاعة”.
ونجحت بهذه الطريقة في رسم ملابس التمويه التي سمح لخالد شيخ محمد بارتدائها خلال الجلسة. وقامت ايضا برسم اللحية البرتقالية اللون للعقل المدبر لاعتدءات 11 ايلول/ سبتمبر الذي يصبغها بالتوابل وعصير الفاكهة.
وفي 2008 رفض المتهم الرسم الذي وضعته هاملن عنه لان الانف لم يكن دقيقا وقالت “التفت نحوي وهو يمسك (الرسم) ويهز برأسه”. ولدى تعليق الجلسة ابلغه محاموه ان عليها اعادة النظر في الرسم والاستناد الى صورة قديمة للمتهم في حوزة مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي).
وبعد رفض الرسم احتفظ العسكري المكلف التدقيق في الرسوم وختمها، به إلى أن تقوم الفنانة ب”تصحيح” ملامح الانف.
وقالت “هناك اوقات صعبة” كما كان الحال في 2012 عندما اقر الباكستاني ماجد خان بالذنب وهو يرتدي ملابس غربية وقبل بكشف معلومات عن خالد شيخ محمد لقاء تخفيف عقوبته. واضافت “كان غاضبا جدا ولم يدرك اننا كنا نرسمه ورفض ان تنشر الرسوم”.
وبعد اربع ساعات من الجدال، انتصرت هاملين مؤكدة “لقد قلت (للعسكريين) اذا سمحتم للمتهم بان يكون مسؤولا عن الرقابة فسيشكل ذلك سابقة”.
وقبل 2008 عندما اسست المحكمة الجديدة خصيصا لمتهمي 11 ايلول/ سبتمبر كانت الفنانة تعمل في قاعة المحكمة القديمة والضيقة حيث كان يمكنها الجلوس على مسافة قريبة من المتهمين. وقالت “كان الامر افضل بكثير لاننا كنا قريبين فعلا من المتهمين”.
كما قامت برسم اصغر معتقلي غوانتانامو سنا عمر خضر المسجون حاليا في كندا بعد ان امضى 10 سنوات في سجون هذه القاعدة الاميركية في كوبا. ورسمت ايضا 12 متهما في 185 رسما.
وقبلها كان الرسام ارت ليين يقوم حصريا بوضع الرسوم التصويرية في غوانتانامو. لكن في حينها كانت السلطات الامريكية تمنع رسم وجوه المتهمين.
المصدر: (ا ف ب)