مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي: تقدير موقف حول اللقاءات الأمريكية الإسرائيلية في الملف الإيراني
رام الله- شبكة راية الإعلامية:
قالت صحيفة يدعوت أحرنوت فجر اليوم "إن مسؤولين امريكيين واسرائيليين عقدوا جلسة للحوار الإستراتيجي نصف السنوي بين البلدين في مقر وزارة الخارجية في واشنطن، وركزوا فيه على الملف الايراني وكيفية منع طهران من تطوير برنامجها النووي.
وأضافت الصحيفة تناول اللقاء مناقشة الملف السوري، والمخاطر المحتملة التي يمكن إنعكاسها على المنطقة جراء تدهو الأوضاع الأمنية في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإجتماع ناقش سبل التعاون الأمريكي الإسرائيلي، وطبيعة معالجة التهديدات الإقليمية التي تواجه البلدين".
وحضر عن الجانب الاسرائيلي رئيس الفريق الإسرائيلي وزير الشؤون الإستراتيجية يوفال شتاينتز ووليام بيرنز عن الجانب الامريكي.
وتعقد وزارة الخارجية الأمريكية إجتماعا إستراتيجيا نصف سنوي مع إسرائيل، لقراءة الأوضاع في الشرق الأوسط، ولتحديد شكل العلاقة في ملفات المنطقة.
ويسيطر على ملفات النقاش بين الجانبين الملف الإيراني والسوري، ولم تذكر وسائل الإعلام الإسرائيلية حضور الملف الفلسطيني على مائدة النقاش في الإجتماع.
وقال مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي-رام الله إن الملف النووي الإيراني بات يسيطر على أجندة اللقاءات التي تجمع بين مسؤولين عن الجانب الأمريكي والإسرائيلي في الشهور الست الأخيرة.
وأضاف المركز إن هذه اللقاءات تسعى إلى بلورة رؤية أمريكية إسرائيلية سياسية في التعاطي مع ملف إيران النووي خاصة بعد فوز الرئيس الإيراني حسن روحاني، والإتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حول التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية.
وتابع المركز برغم مما يشاع من خلافات بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي حول الملف الإيراني النووي إلا أن هناك صيغة إتفاق فرضها الواقع ومعطياته على الجانبين.
وعن الظروف التي قربت وجهات النظر الأمريكية الإسرائيلية حول حل سياسي للملف الأيراني قال أ. علاء الريماوي مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي إن هذه الظروف تتلخص بالآتي:
1 . تخوف إسرائيلي حقيقي من تحملها وحدها نتائج حرب في المنطقة، من خلال دخولها في حرب على جبهات 4، سوريا ولبنان وقطاع غزة وسيناء .
2. قناعة الولايات المتحدة الأمريكية بأن أي حرب على إيران لن تكون محدودة، بل ستؤثر على المصالح الأمريكية في المنطقة، وقد تتسبب في إصطفاف تدخل فيه " العراق، إيران" يؤثر على منابع النفط في الخليج العربي بصيغ مختلفة.
3 . تراجع حماس الولايات المتحدة الأمريكية لشن حرب جديدة خاصة بعد العثرات الكبيرة للمشروع الأمريكي في أفغانستان والعراق والصومال وتأثيره على الدور الأمريكي في المنطقة بشكل كبير.
4. إدراك إسرائيل أن الولايات المتحدة الأمريكية فشلت في تجنيد إصطفاف عالمي لضرب إيران خاصة الأوربي منه، بالإضافة إلى أن موقف روسيا والصين الرافض لضرب إيران كان عاملا مهما في الضغط على الأطراف للتقارب والجنوح لحل دوبلوماسي للملف الإيراني.
5. موافقة إيران على التسوية في ملفات الكيماوي السوري، ونقل أسلحة كيماوية لحزب الله، بالإضافة إلى قبول حوار على ملفات العراق وغيرها من ملفات المنطقة.
ويرى مركز القدس " أن الجانبين الإسرائيلي والأمريكي إتفقا على معالم محددة لشكل التحرك تجاه طهران حيث لخص الريماوي هذه المعالم بالآتي.
1 . إبقاء العقوبات الإقتصادية المفروضة على إيران وخاصة المرتبطة بأنشطة الحرس الجمهوري الإيراني، والتعاملات التجارية ذات الحيوية التي تدخل على إيران عملات صعبة تمس بجوهر الحصار.
2. وضع برنامج رقابة دائم على البرنامج النووي الإيراني من خلال الإتفاق على فتح كافة المرافق الإيرانية أمام المفتشيين الدوليين.
3 . الضغط على إيران في وقف تخصيب مادة اليورانيوم، ووضع الكميات المخصبة تحت رقابة دولية، بالإضافة إلى خفض كمية الطاردات المركزية العاملة في المفاعلات النووية الإيرانية.
4. ربط الإتفاق أي تسوية مع إيران في ملفات سوريا، وتزويد حزب الله بالإسلحة خلال المرحلة القادمة.
لكن المركز يرى أن هناك فجوة ستحكم التطبيق وتنفيذ الإتفاق، بحسب الأوضاع على الأرض، خاصة وأن الأطراف تملك من الأوراق ما يضغط بها على الآخر.
خلاصة الموقف "يرى المركز أن إسرائيل لن تذهب إلى حل عسكري بشكل منفرد كما حدث مع المفاعل النووي العراقي في مطلع العام 1981، والمنشأة النووية السورية في العام 2007.
كما أن المفاوضات الإيرانية الأمريكية ستضمن مطالب إسرائيل الحيوية كملف سوريا، وتفصيل حول الرقابة على الملف النووي الإيراني، ويقدر المركز بأن إسرائيل قبلت في هذه المرحلة بتفكيك السلاح الكيماوي السوري، لكنها ستظل تمارس ضغوطا قوية لإستمرار بقاء العقوبات على إيران، لقناعة لديها، أن ما يمكن أن تقدمه إيران بنسخة الرئيس روحاني تجميد مستوى العمل في المفاعلات النووية الإيرانية إلى هذا الحد لا الطموح إلى تدميرها بسبب قناعة الولايات المتحدة أن الحرب على إيران سيكون له إرتدادات كبيره على المنطقة.