بالصور : من غزة الى دمشق.. مقاتلون بلا قضية
مكتب غزة – شبكة راية الاعلامية
كتب رمزي ابو جزر
الخروج من ميدان المعركة في غزة الى ميدان الصراع في سوريا تحت عنوان "الجهاد" هي الفكرة التي لا يمكن ان تمنحها " الشهادة" الحياة، حتي وان حاول اصحابها انتاج مقاربة عقائدية بين الاحتلال والاستبداد السياسي على اعتبار انهما كفر محض او وجهان لعملة واحدة، فان ذلك لا يعطي لدرعا مع الاعتذار للشبه الانساني في شكل المجزرة افضلية على غزة .
هذا الميدان الجديد القديم الذى يحاول البعض ان يطاءه اليوم مدججا بالنص والتفسيرات التى لا تري كل هذه المسافة بين الجغرافيا او دون حتي فهم السياق التاريخي للصراع، عبر اعادة انتاج الحالة الافغانية من جديد هي بمثابة انتحار لا يمكن تجميله او شرعتنه او اضفاء القداسة عليه تحت هذ العناوين .
هذا بالضبط ما حدث للذين قرروا القتال في دمشق تحت لواء غزة في صراع لا ناقة ولا جمل فيه لا سياسيا ولا حتي عقائديا، فواجب النصرة لحسم الصراع في سوريا لطائفة او حزب ما لا يشكل ضمانة لحرية حتي وان اعتقد الاخرون بذلك، فربيع غزة لا يمكن الانتصار له في دمشق خاصة وان الصراع هناك لا ينتمي لجنس المعركة التي تخوضها غزة وان شبه للبعض .
هذه الحقائق المؤلمة ليست محاولة للإثارة او الترويج السياسي لكنها تتناسل داخل هذا المخيال الذى يعيد انتاج الصراعات في اطار ثقافة عولمة الموت تحت عناوين ومضامين مختلفة تارة تحت عنوان الحرية وتارة اخري تحت عنوان الشهادة والجهاد .
من مخيم الشاطئ الى ادلب
هذه قصة احد الشبان من غزة قرر الخروج للقتال في سوريا متسلحا بمفاهيم الشهادة والجهاد في سبيل الله رغم قداستها الا انها كانت كما يراها البعض كلمة حق اريد بها باطل في زمن الربيع العربي المشبوه .
محمد قنيطه او كما يكنى "بالصقر" هو احد القادة الميدانيين لحركة حماس في قطاع غزة متزوج وأب لـ3 أطفال يسكن في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة كان واحد من هؤلاء الشباب الذين وجدوا المبررات الشرعية حسب النصوص لمحاربة النظام في سوريا .
قنيطة الذى خرج من قطاع غزة قبل اربعة اشهر من تاريخ وفاته هناك لينظم الى عناصر الجيش السوري الحر للأشراف على عمليات التدريب لهذه العناصر لمواجهة جنود النظام السوري حيث شارك في العديد من المعارك ضد الجيش السوري، خصوصاً في معارك إدلب وحلب. الى ان لقي مصرعه في معركة للسيطرة على مطار إدلب يوم الخميس 28-12-2012
قنيطة قال في وصيته التي بثها نشطاء سورين على صفحات الانترنت ومواقه الجهاد الاسلامي ان ما خرجه من فلسطين ومن غزة الا هذه الآيات والأحاديث التي تتحدث عن فضل الجهاد ونصرة المظلومين
حركة حماس هنا في غزة نعت وتبنت محمد قنيطة، في الوقت الذي صدحت فيه مساجد مخيم الشاطئ تنعيه وأعلنت عن أداء صلاة الغائب على روحه .
الطريق الى دمشق
تعدد الروايات حول الكيفية التي يخرج بها هؤلاء من غزة الى سوريا للانخراط في صفوف الجيش السوري الحر المعارض للنظام هناك فمنهم وبحسب بعض المصادر يسافرون الى تركيا ومن ثم يدخلون الى الاراضي السورية ويقومون بالانضمام هذه العناصر .
ومن المؤكد ان البوابة التركية هي الاحتمال القائم والاكثر واقعية بحكم الجوار مع سورية بالإضافة الى العلاقات المتوترة بين البلدين اصلا والتي وصلت في بعض الاحيان الى التهديدات العسكرية
معلومات اخري يجري تداولها في غزة ان عناصر من السلفيين في القطاع خرجت للمشاركة في الحرب الدائرة في سوريا بعضهم علل هذا الخروج انه محاولة هربا من القمع الذي يتعرضون له في قطاع غزة بحسب روايات بعضهم .
رواية اخري يجري تداولها لشاب من غزة قرر الخروج للقتال هناك وهو اسامة احمد حمدان قشطه من مدينة رفح جنوب القطاع قتل في سوريه ونعته عائلته على اعتبار انه احد المقاتلين التابعين لجبهة النصرة في سوريا حيث قتل الرجل في 21 شباط من العام الماضي خلال معارك مع جيش النظام
تقول المعلومات ان الشاب احمد قشطه وهو من حركة حماس خرج الى ليبيا حيث كلف بالانضمام الى الثوار هناك ضد نظام القذافي وبعد انتهاء المعارك في ليبيا عاد مجددا الى قطاع غزة ليبدا في الاستعداد للذهاب الى سورية لتنقطع بعدها اخباره الى ان وصلت المعلومات التي تفيد باستشهاده في احد المعارك التي دارت بين الجيش الحر وجيش والنظام هناك .
موقف حماس
الموقف الرسمي للحركة من الاحداث في سوريا كان جليا في بيانات وخطابات قادة ومسئوليها الذى قرروا الخروج من دمشق رفضا لسياسة القتل التي يمارسها النظام بحق المدنيين او المطالبين في الحرية لكنهم اكدوا عدم تدخلهم في الازمة الداخلية بل ودعوا الى عدم الزج في الفلسطينيين في الأحداث الدائرة هناك .
لكن حتي الان لا يمكن الجزم بان هذه العناصر قد تكون خرجت بقرار من الحركة فيما تشير الدلائل انها تحركت بشكل فردي مع تشجيع او عدم ممانعة من الحركة