الخجل الشديد يسبب نوبه قلبية
راية نيوز: قدمت دراسة علمية حديثة أقوى الأدلة حتى الآن على أن الخجل غير العادي لدى الأطفال يمكن أن يحدث بسبب تغييرات في أدمغتهم ، فقد استخدم باحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص عدد من البالغين الذين كانوا معروفين بالخجل أثناء طفولتهم.
وحين تم عرض صور لوجوه غير مألوفة على هؤلاء الأشخاص، ظهر نشاط في لوزة المخيخ لديهم أكبر بكثير من نظرائهم الذين كانت طفولتهم تتميز بالنشاطات الاجتماعية، وتتمثل وظيفة لوزة المخيخ في اليقظة والخوف.
وفي السابق كان يعتقد أن الخجل الشديد الذي يظهر أثناء الطفولة ويستمر في كثير من الأحيان أثناء البلوغ يعود لأسباب تتعلق بتطور الدماغ، ولكن هذه الفكرة لم تتعرض للدراسة والبحث لأنه كان من الصعوبة بمكان إجراء تصوير لدماغ الأطفال الصغار.
كما أكدت دراسة ايطالية حديثة أن الاطفال الخجولين يعانون من قصور فى الاستجابة لمشاعر الفرح أو الغضب على وجوه الاخرين، فى إشارة إلى كبت قد يقود لاحقاً لتوترات في حياتهم.
وأشارت الدراسة إلى أن تلك المعلومات الغائبة حول المشاعر قد تقود إلى معدلات أعلى من التوتر والمخاوف الاجتماعية، والتي يعانيها الأطفال الخجولون في أوقات لاحقة من حياتهم، اذ يخطئ الأطفال في فهم مظاهر الفرح والغضب أو المشاعر المحايدة في صور لوجوه عرضت عليهم.
حيث أظهر الرصد الكهربائي للمخ نشاطاً أبطأ في مناطق عادة ما تتعلق برد الفعل لمشاعر الآخرين، كما أظهر أن وجود الجين الذي يثبط من هرمون "سيروتونين" مرتبط كذلك بضعف رد الفعل.
وفي نفس الصدد، أكدت دراسة طبية أمريكية أن خطر الإصابة بنوبة قلبية أو جلطة يزداد عند الأشخاص الخجولين.
ومن خلال الدراسة التي استمرت 30 عاماً، أوضحت أن الأشخاص الخجولين أكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبية بنسبة50 بالمئة.
وأشار الباحثون إلى أن الخجولين أما يواجهون ضغطاً كبيراً بسبب المواقف الجديدة عليهم أو أن جوانب من شخصيتهم مرتبطة بالمركز الدماغي الذي يتحكم في عمل القلب، مؤكدين أن الأشخاص الذين لا يقلقون بشأن ما سيجلبه المستقبل ولا يهتمون بالحيثيات والتفاصيل أكثر من اللازم يتمتعون بأفضل حالة صحية.
أما الأشخاص الجادون للغاية في عملهم والأكثر عرضة للغضب والقلق فهم يواجهون احتمالاً أكبر للإصابة بأمراض القلب.
أما الأشخاص الذين يحاولون التغلب على مشاعرهم وعدم اظهارها، فربطها الباحثون باحتمال أكبر للإصابة بالسرطان.
أما النوع الرابع والأخير وهم المتشائمون المفتقدون إلى الثقة بالنفس يواجهون احتمالاً زائداً للإصابة بأمراض القلب.
2009/7/22