الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:31 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:21 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

سخط شعبي بعد ارتفاع جديد على أسعار السجائر

رام الله -شبكة راية الإعلامية:نائل موسى-

تشهد سوق السجائر المحلية والمستوردة فوضى لافتة وتذمرا شعبيا غير مسبوق تحسبا لرفع جديد وملموس على أسعار السجائر في الأراضي الفلسطينية تماشيا مع رفع أسعارها مؤخرا في إسرائيل التي تجمعها والسلطة الوطنية اتفاقية غلاف جمركي.
وأحجم تجار عن طرح السجائر في محالهم وسط تبادل اتهامات تتهم التجار باخفائها ومستهلكين هرعوا لتخزين احتياجاتهم بالسعر القديم، وواصل تجار بيع ما لديهم كالمعتاد، في حين باعت محال كثيرة في مدينتي رام الله والبيرة اعتبارا من الجمعة الماضية علبة السجائر بزيادة ثلاثة شواقل لمختلف الأصناف المحلية والمستوردة دون قرار رسمي، ما يعني زيادة تتراوح بين 10 % و30 % للأصناف العالمية المعروفة ما قاد إلى تذمر مستهلكين ينفقون نسبة مهمة من دخلهم على التدخين في بلد يفوق فيه إنفاق الأسر على السجائر معدل إنفاقها على التعليم.
وبيعت علبة سجائر من نوع «مارلبورو» بسعر تراوح بين 23 و24 شيقلا مقابل 21 شيقلا كان تباع به حتى الخميس وسط تقديرات ترجح استقرارها عند 23 شيقلا وهو رقم يعادل ثمن 6 كلغم من الخبز في مدن الضفة التي تحرق 5 % من دخلها العام على شكل دخان سجائر.
وقال اصحاب محلات فريج ستور على ميدان الشهيد ياسر عرفات برام الله ان مخزون السجائر ينضب بسرعة دون سبب ظاهر، وتابع: لا علم لدينا عن ارتفاع مؤكد. هناك امر غير طبيعي يسود منذ الخميس سوق التبغ، الوكلاء اغلبهم لا يوردون المطلوب، والسجائر تقل لدينا وافتقدنا كثيرا من الأصناف ولم يبق كثير من الأنواع الأخرى.
وأشار أصحاب «فريج ستور» الى حركة إقبال نشطة يمكن ان تشير الى عمليات جمع وتخزين من قبل المواطنين للاستفادة من السعر القديم لتوفير حاجتهم من التبغ لبعض الوقت او ربما مواجهة أي انقطاع قد يرافق الفترة اللازمة لاستقرار الأسعار ما يطرح السؤال حول سبب النقص ومن يقف وراءه؟
ورغم قلق مدخنين على استمرار إمدادات السجائر ومن الأصناف التي اعتادوا تدخينها، إلا ان تداعيات اختفاء أنواع معينة ما السجائر عن رفوف المحال التجارية تلاشت وتراجعت لتسلط الضوء على نسبة الرفع الكبيرة وعدم وجود ما يسوغها واستمرار الالتزام من جانب واحد باتفاقية باريس الاقتصادية التي تتنصل إسرائيل من مختلف بنودها المتوازنة والتي توفر جزءا من الحقوق الفلسطينية.
ويقول ماجد الماني من القدس ويعمل في قطاع السياحة الوافدة انه يدخن السجائر منذ 40 عاما، وهو يدخن اليوم سجائر من نوع «ال & ام» الخفيف حيث سعر العلبة ارتفع إلى ما بين 18,5 و19 شيقل بعد قرار الرفع الأخير.
ويتابع: المشكلة انهم يعرفون تماما انه مهما رفعوا السعر سيوجد من يوفر المبلغ ليشتري التبغ ولو على حساب مصاريف اشد حاجة ولهذا لا يتورعون، قبل مدى قريب كان هذا النوع يباع بأقل من 10 شواقل وارتفع بالتدريج إلى 12 ثم 15 و16 شيقلا واليوم يقفز الى 19 شيقلا.
ويضيف: نحن المدخنين أصبحنا نشعر بأننا منبوذون في المجتمع وملاحقون بالضرائب ربما نحن بدخان سجائرنا نتسبب في إلحاق أذى بأنفسنا ومحيطنا لكن الحرية الشخصية ليست حكرا على طرف.
ورأى الماني انه لا ينبغي للسلطة الوطنية ان تبقى مرتبطة جمركيا بإسرائيل فهذا يثقل كاهل مواطنيها الذين يتقاضون دخلا يعد متواضعا للغاية مقارنة بما هو عليه الحال في أراضي العام 1948.
وكان الماني يشير بذلك الى تعديل قانوني اقره وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتاينتس بأمر التعرفة الجمركية وضريبة الشراء يجري بموجبها رفع سعر الشراء المفروض على علبة السجائر والسيجار والبيرة بالإضافة الى ذلك ترتفع الضريبة 10 % على أسعار السجائر قبل وصولها للمتاجر وبذلك يتوقع ان يرتفع سعر العلبة الواحدة بين 2.45- 2.9 شيقل. وهو قرار من المؤكد ان يجر اجراءات مماثلة في الأراضي الفلسطينية.
وحمل الطالب محمد ناصر من رام الله وهو طالب سنة أولى بكلية الطيرة بشدة على قرار الرفع الكبير الثاني منذ بداية العام واعتبره رفعا غير مبرر بل ويشكل تعديا فظا على جيوب الأهالي الخاوية.
وقال ناصر: نحن شعب بالكاد نتدبر أمر حياتنا، ويا دوب عايشين، حتى تأتي الحكومة وترفع أسعار السلع بهذه النسب المرتفعة مجاراة للوضع في إسرائيل الذين نقارن معه فقط عند الدفع.
وتابع: انا طالب احصل على مصروفي من والدي الذي يتدبر أمره كيفما اتفق للوفاء بمتطلبات الأسرة، وانأ أوفر من مصروفي الشخصي لاشتري السجائر التي أدخنها منذ ست سنوات، واليوم وعدت نفسي في حال ارتفعت الأسعار على النحو المتوقع ستكون علبة الغولواز الأزرق هذه آخر علبة سجائر اشتريها وسأقلع عن التدخين.. هذا وعد سأبرّ به.
ويزيد إجمالي الإنفاق السنوي على التدخين في الأراضي الفلسطينية وفق إحصائيات سابقة عن عام 2010 على 450 مليون دولار سنويا ما يعادل 5.3 % من الناتج المحلي الإجمالي لنفس العام.
وبينت نتائج دراسات وإحصاءات نفذها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في العام الماضي عن حجم إنفاق الأسر الفلسطينية على التدخين في العام 2010 أن معدل الإنفاق الشهري للأسرة الفلسطينية على التبغ والسجائر بلغ 38.7 دينار أردني يفوق إنفاقها على التعليم الذي بلغ 31.4 دينار والعناية الشخصية 24.4 دينار، والنشاطات الترفيهية 13.4 دينار.
ويذهب تذمر أحمد حسين وهو مواطن من مدينة نابلس يعمل موظفا في القطاع الخاص برام الله براتب شهري قدره 5000 شيقل على ارتفاع السجائر المحتمل حد الاحتجاج على ارتفاع قال انه غير مبرر على أسعار السلع الأساسية خصوصا في الشهر الفضيل ما يثقل جيوب الناس باعباء لم تعد لديهم قدرة على تحملها.
وهذا يعكس تبرم الشعب برمته وحتى الفئات والشرائح المتوسطة والميسورة نسبيا ازاء ارتفاع الأسعار الجنوني الذي يقول احمد حسين انه لو اقتصر على السجائر لأمكن ربما تبريره او على الأقل لغير المدخنين، وتابع: نجابه غلاء جنونيا يطال خاصة السلع الأساسية والمواد الغذائية والاستهلاكية.
وتابع: متى تعلق الامر بالسجائر ربما يبررون رفع الضريبة على التبغ باسطوانة الحرص على الصحة العامة من مضار التبغ لكن لا يعرفون انهم يمسون بها بشدة من خلال رفع السلع الأساسية وحرمان الناس من الغذاء والخدمة الجيدة، ربما انا اتقاضى راتبا يعد جيدا مقارنة مع

الوضع القائم اولا، وثانيا انا لست مدخنا نهما واحرق اقل من علبة يوميا، لكن لدي أصدقاء عاطلون عن العمل يفشلون في توفير علبة سجائر لف لا يتعدى سعرها الـ 30 % من سعر السجائر المحلية او المتوسطة من نوعية متوسطة الجودة. فكيف سيتدبرون الأمر؟
وبررت الحكومة الرفع السابق للتبغ ضمن مسعى لمكافحة التدخين
وتقليل المضار الصحية والبيئية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والمساهمة في علاج المرضى بسببه مباشرة و بسبب التدخين السلبي وهي اسباب يسمعها المستهلك ولا يهضمها.
ويتقضى عامل البناء منير سلامة من جبع بمحافظة جنين أجرا يوميا قدره 100 شيقل يوميا في المعدل عن عمله برام الله وهو اجر يعد معقولا مقارنة مع واقع حال سوق العمل المتردي وفي ظل ارتفاع معدلات البطالة، وقال معقبا على احتمال رفع الأسعار: انفق على السجائر أكثر من 20 شيقلا يوميا بمعدل 25 سيجارة. ادخن سجائر من نوع غولواز ازرق سعر العلبة 14,5 شيقل وتباع غالبا بـ 15 بعد ان ارتفع سعرها 50 اغورة قبل أسابيع قليلة. إذا ارتفع السعر بالمعدلات التي يجري الحديث عنها فساترك التدخين.
وتشير احصائيات محلية الى انخفاض نسبة المدخنين في فلسطين، دون ان ينعكس ذلك على قيمة الواردات التي ازدادت بين عامي 2009 و2010 بحوالي 20 % للواردات و6 % للصادرات.
وتعمل أحلام ناصر سكرتيرة في مكتب برام الله بعد حصولها على الدرجة الجامعية الأولى في تخصص إدارة الأعمال وتقول: أدخن منذ أكثر من أربع سنوات، ومتى يسألني احد عن سعر السجائر فانه يعتريني خجل شديد من نفسي ومرارة حيال الواقع، فكيف يمكنك القول ان ثمن علبة سجائر «المارلبورو لايت» الذي اعتدت على تدخينه يعادل ما يتبقى بعد المواصلات من أجرة راتبي اليومي؟ هذه مسألة محزنة ومخجلة معا، ان تعمل فقط لكي تدخن!
وتقول احلام: ما يخفف الأمر علي ربما هي العادات الاجتماعية، فأنا لم اعتد على إشعال سيجارتي أمام الجميع وحتى أمام صاحب العمل نجتمع وصديقاتي في ذات البناية على قهوة الصباح والشاي او بعد تناول الإفطار وندخن وكذا الحال في المنزل. استهلك بين علبتين وثلاث علب سجائر أسبوعيا كان سعر الواحدة منها 21 شيقلا وبحسب ما يقال فانه سيرتفع إلى 24 او 25 شيقلا وهذا رفع كبير لا سيما انه غير مبرر، وغير مبرر أكثر ان تبحث في أربعة او خمسة متاجر لتحصل على علبة سجائر واحدة.
وقال التاجر ماهر احمد صاحب محلات المختار بشارع الإرسال: حتى منتصف ليل الجمعة كانت لدينا كميات جيدة وتكفي بتقديري لزبائني حتى تتضح حقيقة الموقف، لكن في المقابل ازداد الطلب بخلاف العادة في رمضان.
وقال وهو يملأ الرفوف بالمزيد من علب الأصناف المفقودة: ربما عمل البعض من التجار على إخفاء ما لديه. وقد يكون المستهلكون أقدموا على شراء كميات بقصد الاستفادة من الأسعار الحالية لكن الوضع الاقتصادي لأغلب المدخنين لا يسمح على عتبة نهاية الشهر بدفع مبالغ كبيرة مقدما على السجائر.
وأضاف: الموردون والوكلاء يحجمون عن تلقي الطلبات وتوريدها منذ الخميس، فنحن نتصل لكن هواتفهم المحمولة مغلقة او لا يوجد رد.
وتشير بيانات جهاز الإحصاء المركزي الصادرة عام 2012 الجاري الى 11 موزعا رئيسيا و72 موزعا فرعيا للتبغ في المناطق الفلسطينية، بينما تباع منتجات التبغ تقريبا في سائر الحوانيت والمحال المتخصصة دون استثناء.
وقدر صاحب محل المختار ان يشمل الرفع ايضا السجائر محلية الصنع التي تغطي نحو 30 % من التبغ المستهلك في فلسطين فيما يغطي المستورد اكثر من 71 % بقيمة تقدر بـ 320 مليون دولار.
وقال مدير دائرة المكوس والتبغ في وزارة المالية بندي دحدح، ان ارتفاع الجمارك على أسعار السجائر في إسرائيل ينعكس دائما على الجانب الفلسطيني طبقا للاتفاقيات الموقعة بين الجانبين ونتيجة للغلاف الجمركي الموحد لافتا الى ان السوق الفلسطينية تتأثر غالبا مباشرة بارتفاع الأسعار في إسرائيل من جانب لا سيما ان الاستيراد يتم عن طريق الموانئ وطرق العبور الإسرائيلية.
وقال دحدح: قامت دائرة المكوس والتبغ بوضع التعديلات التي طرأت على أسعار السجائر وهي تتابع الأمر مع الشركات المنتجة للسجائر والمستوردين لتحديد أسعار المنتج، التي قدر ان يفصح عنها صباح اليوم الأحد ليتم بعد ذلك نشرها والعمل بها.
وقدر دحدح ان يرتفع ثمن علبة سجائر من سعة (20 لفافة) الدارجة وتبلغ من الثمن 10 شواقل سيرتفع ما بين 2 الى 3 شواقل حسب سعرها لدى المستورد والمصدر.
وبدا واضحا امس انه تم رفع بعض اصناف السجائر فيما ينتظر معرفة مصير الباقي ونسبة الرفع اليوم وهو ارتفاع لفت رئيس جمعية حماية المستهلك صلاح هنية الى انه الارتفاع الثاني على أسعار التبغ في فلسطين خلال سبعة أشهر وهذا يفوق القدرة الشرائية للمستهلك الفلسطيني، مؤكدا في الوقت ذاته رفضه للتدخين لما له من مضار على صحة الانسان.

الحياة الجديدة

Loading...