الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:28 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:23 PM
العشاء 8:45 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"أنا امرأة من فلسطين": فيلم التين والزيتون

رام الله- شبكة راية الإعلامية:

ضمن سلسلة عرض افلام " انا امراة من فلسطين " على شاشة تلفزيون تلفزيون وطن تم عرض الحلقة الثانية من الافلام فعرض فيلم التين والزيتونجاء الوقت لنروي روايتنا وتاريخنا بشكل مختلف، حيث وبالتوازي مع السياسة والشعارات يجب التركيز على النضال الشخصي والذي لا يقل اهمية عن السياسة بالمحافظة على الكيان الفلسطيني بالقدس رغم الضغط الهائل من الجانب الصهيوني على سكان محافظة القدس، هكذا قالت مخرجة الفيلم الفلسطينية "جورجينا عصفور"

واضافت ان فكرة الفيلم قديمة ايام كانت تعيش مع جدتها، وتنتظر حتى يأتي الليل سواء بالصيف او الشتاء لكي تروي لها جدتها القصص المثيرة للاهتمام عن حياتها كيف تزوجت جدها وكيف اعتنت بالبيت وعن حياتها مع حماتها وكيف ربت اولادها بعد وفاة الجد هذه القصص شكلت للمخرجة مخزون مهم كفلسطينية وكمقدسية تعيش بالقدس.

 وأكدت أن الهدف من هذا الفيلم هو توثيق القصة الشخصية الفلسطينية والتي كان لها الدور الكبير في سرد الرواية والتاريخ الفلسطيني، وأشارت إلى أن صراعنا مع الاحتلال هو صراع الوجود والصمود والرواية وهي أمور حاولت المخرجة تجسيدها في القصة الحقيقة التي حدثت مع جدتها، وأضافت أن ما تحمله الحياة اليومية من مشاعر ألم وفرح وموت وفراق يظهر أننا كفلسطينيين نجسد قصص البطولة لمجرد صمودنا على أرضنا ومحافظتنا عليها.

استطاعت المخرجة منذ اللقطات الاولى والنساء الخمسة يعبرن الازقة للوصول الى بيت الجدة ان تخلق شعور ورغبة شديدة للتامل بالتفاصيل الدقيقة للفيلم، فمجرد الدخول الى البيت تربطك به علاقة حميمة بالتوغل بين الأشجار المحيطة بالمنزل وينشد الانتباه إلى الستارة البسيطة والمشغولة بالصنارة وتنتقل بك لمتابعة كل ركن في البيت من البيرو المزين بصور العائلة الى المكتبة وما عليها من كتب الى غرفة نوم الجدة وسريرها والمكحلة  بحيث تشعر المشاهد بان هذا البيت بما فيه من حب وحميمية هو جزء منك  ويرجع بنا الحنين الى بيوتنا التي رسمناها بمخيلتنا من احاديث جداتنا.

الفيلم " التين والزيتون "  فيلم ,وثائقي مدته 19 دقيقة،  قصة حقيقة لامرأة وبيت عن جدة المخرجة  حيث تعرضت لشتى أصناف  العنف سواء الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والنفسي، ورغم كل ذلك استطاعت ان تكون نموذج نسوي يحتذى بالصمود والتصدي للاحتلال حيث قام اليهود بمصادرة بيتها في بلدة  بيت صفافا حنينا وأغلقوه بالشمع الأحمر وعندما قام الجار باخبارها بان بيتها تمت مصادرته وهي التي تعيش مع اطفالها الصغار لوحدهم بعد وفاة زوجها بعد خمسة سنوات من الزواج، فعادت الى منزلها المصادر واستطاعت ان تتحدى الاحتلال بفك الشمع الاحمر والعيش به، وبعد ذلك بدء اليهود بمضايقتها مستخدمين اسلوب التخويف ليلا، واحيانا اغرائها بالمال للضغط عليها لبيع البيت، وتجلى ذلك بدعم الجار من خلال صلاته وقرائته للقران خاصة آية " التين والزيتون " والذي استلهمت المخرجة منها اسم الفيلم بما فيه من رمزية لعبت دور كبير في حماية البيت واهله وربطت الانسان بالارض والشجر.

اجمل ما قيل حول الفيلم هو ما قالته الكاتبة في قضايا المراة "ريما نزال"، الفيلم ركز على اهمية الدور الوطني والاجتماعي للمرأة العادية التي لم تكن ضمن اطار الحركة النسوية ولم تنتظم في حزب او اي اطار سياسي  والتي استطاعت بحسها الوطني والفطري ان تستعيد بيتها بالرغم عن انف الاحتلال والعيش به مع اطفالها بعد ان تمت مصادرته واغلاقة بالشمع الاحمر، وبالرغم من كل المضايقات سواء بالتخويف او بالاغراءات التي كانت تتعرض لها لبيعه باسعار خيالية للمستوطنين الا انها رفضت وقاومت رغم صغر سنها ووجود اطفال معها انذاك." 

واضافت، "الفيلم ايضا يتحدث عن جانب اجتماعي مهم فالمرأة في الفيلم الذي  تتزوج رغما عن رضى العائلة وما تواجهه من تحديات  اجتماعية صعية وهي التي اختارت من منطلق حق المراة في اختيار شريك حياتها والذي كفلته كل الموائيق الدولية والقوانين الانسانية ووقفت عائلتها ضد خيارها وهنا تظهر التحديات الاجتماعية في الافلام النسائية تظهر هذه الازدواجية القضايا الاجتماعية الخاصة بالمرأة وهي تتقاطع مع تجارب كل النساء بالعالم، وخصوصية تجربة الشعب الفلسطيني وما يواجهه من تحديات نتيجة الاحتلال الاسرائيلي للشعب وللارض، والتحديات الاقتصادية والامنية صعبة المواجهة لكن يظهر عناد المراة وقوتها لتكون نموذج لغيرها من النساء."

وهنا تكمن اهمية هذه الافلام النسوية "والتي ستشاهد من قبل النساء الفلسطينيات وعدد كبير من الطلبة ايضا" بانها تخلق وتصنع الحافز والقدوة التي يجب ان يقتدى بها من قبل النساء اللواتي يتعرضن لظروف قاهرة وصعبة على الصعيد الاجتماعي والوطني، ولتكون حافز للطلبة للتمسك بارضهم وثوابتهم الفلسطينية .

رئيسة مجلس ادارة مؤسسة شاشات "غادة طيراوري "قالت الفيلم فيه حب وحنين وحلم،  واختيارالشخصية كان موفق حيث استطاعت المخرجة ان توثق تجربة نسوية فلسطينية في الصمود على الارض والمحافظة على بيتها في القدس والذي هو بحد ذاته عمل وطني وبطولي كبير .

النقاش الذي اثاره الفيلم  تمحور حول  الدور الفاعل للمرأة الفلسطينية والمختلف عن اي واقع اخر، فنجد أن المرأة الفلسطينية لديها تحديات مختلفة، تتمثل في التحدي القومي المتمثل بوقوع المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي، والتحدي الطبقي المبني على الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، حيث الاختلاف في الأدوار فقامت المرأة بالخروج عن النمطية المتمثلة في دور الرعاية والإنجاب والأعمال المنزلية، إلى الانخراط في شؤون الحياة الأخرى كالسياسة، والاقتصاد، وباقي الشؤون الاخرى المتمثلة برعاية الاسرة  ولم يكن هذا التغير بمثابة تمرد على المجتمع، بل كان إسهاما منها لمواجهة الاحتلال الصهيوني وسياسته القمعية، الأمر الذي عزز من دور المرأة في المجتمع، وساهم في رفع الوعي حول الدور الذي تقوم به المرأة في تعزيز وحماية الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني. وبرز ذلك في مراحل الصراع الطويلة مع الاحتلال، فاعتبرت المرأة الفلسطينية بان ممارسات الاحتلال تشكل تحدياً لهويتها وانتمائها لقضايا وطنها وشعبها.

كما ان اسم الفيلم " التين والزيتون " مرتبط بالمضمون فرمزية شجر التين والزيتون المغروس بالارض تمثل الشعب الفلسطيني المتمسك بارضه، فالعنوان له ارتباط وثيق مع الشخصية على مر الحضارات والمراة ترمز الى الارض والخير والانتماء للارض والدلالة المرتبط بالتين والزيتون ان هذه الشجرة معمرة ومباركة ورمزية هذه السيدة بالفيلم انها معمرة.

كما أن المفتاح في الفيلم ليس مجرد قطعة حديد بل رمز وإرث، حافظ عليه الأجداد بعد أن طال بعدهم عن بيوتهم وقراهم، وعلى الأحفاد التشبث به ليعودوا ويحققوا حلم أجدادهم الذين ماتوا وهم يرنون إلى العودة وفتح بيوت أجدادهم التي أوصدوها بأيديهم

رمزية المفتاح وحق العودة المقترنة بالمفتاح جسدت الامل الحقيقي ربطت المفتاح المعلق على الحائط بمفهوم الباب تركت عندنا ايجابية ومفهوم مختلف لمفهوم للعودة ومفهوم الصمود والتاخي بين الشعب الواحد بمسلميه ومسيحية والذي جسد بالفيلم بشكل رائع وابداعي.

فتجربة المراة في الفيلم هي تجربة انسانية رائعة وبها جانب انساني جسدتة بالصمود والمقاومة والاصرار على البقاء في بيتها وحمايته من المصادرة ولكنها بالمقابل هي تجربة امراة فلسطينية قررت التضحية بخصوصيتها من اجل الصالح العام وهو الاسرة والاطفال ووجودها بيتها.

كشعب فلسطيني لدينا كثير من قصص الصمود العظيمة فحتى تكون مثل هذه القصص حافزا ودافعا وقدوة للاجيال القادمة وجيل الشباب يجب على المؤسسات الحكومية والاهلية توثيق هذه التجارب النجاحة سواء سينمائيا او كتابيا .

من المهم بان يتم التوعية بقضية غاية بالاهمية تتعلق بالميراث بالقدس ونقول هنا ان لا نذهب الى المحاكم الاسرائيلية نهائيا بخصوص قضايا الميراث لان الاحتلال اذا تغيب احد الورثة خارج مدينة القدس اصبحت حصته "املاك غائبين" وتضع الحكومة الاسرائيلية يدها على العقار لذا يجب ان نحل قضايا الميراث في محافظة القدس بالاتفاق والتراضي بين الورثة بعيد عن الاحتلال. 

Loading...