سلطات الإحتلال الإسرائيلي تؤجل تنفيذ أمر إخلاء عائلة سمرين من منزلها في سلوان
وفي زيارة راية أف أم لمنزل عائلة سمرين، أكد الأبن الأكبر للعائلة، أحمد سمرين، ٢٨ عاماً، بأن العائلة تملك كافة الأوراق التي تثبت أحقيتها بتملك المنزل المسجل باسم أحد جدوده المتوفين والذي قام بتوكيل حفدته من سكان المنزل رسميا به. إلا أن شركة هيمنوتا الإسرائيلية طالبت المحكمة بنقل ملكية المنزل لصالحها باعتبارها الممثل عن "صندوق إقامة الدولة الإسرائيلية" أو ما يعرف ب JNF. وذلك استناداً لقانون أملاك الغائب الذي تشرع إسرائيل لنفسها من خلاله نقل أملاك فلسطينية في القدس لصالح "صندوق إقامة الدولة". وينص القانون على أن أي ممتلكات تعود لغائب تنقل لصالح الوصي على أملاك الغائب وهو "صندوق إقامة الدولة" أو أحد فروعها مثل شركة "هيمنوتا"، والتي تعمل عادةً على نقل الأملاك لصالح جمعيات استيطانية ذات أهداف سياسية تطمح لتغيير الواقع الديموغرافي في القدس لصالح اليهود، كما ذكر لنا، أحمد قراعين، ٤٠ عاما، من مركز معلومات وادي حلوة بسلوان.
ويقول قراعين: "تحاول إسرائيل من خلال قانون أملاك الغائب حرمان الفلسطينيين من نفس العائلة بتوارث ممتلكات أقاربهم، في حين تستبدلهم بعائلات يهودية غريبة تأتي من بلاد بعيدة، لخدمة أيديولوجيات استيطانية في المنطقة" وفي ما يتعلق بقرار تأجيل إخلاء العائلة قال قراعين: "علينا أن لا نثق بقرارات إسرائيل، ففي الماضي أصدرت المحاكم الإسرائيلية قرارات بتجميد أوامر هدم في سلوان إلا أن البلدية الإسرائيلية لم تحترم هذه القرارات وعملت على تنفيذ عمليات الهدم"
واللافت للنظر بأن منزل عائلة سمرين ملاصق للموقع السياحي الإسرائيلي المسمى "مدينة داود" والذي تديره جمعية استيطانية تطلق على نفسها اسم "إلعاد" لما يعد اختصارا بالعبرية لعبارة (نحو مدينة داود) في إشارة إلى رؤية هذه الجمعية الاستيطانية في تحويل منطقة وادي حلوة بسلوان إلى مزار يمثل مدينة داود توراتية. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الموقع مقام بالأساس على جزء من أرض عائلة سمرين بعد مصادرتها من خلال قانون أملاك الغائب في التسعينيات. وتعمل "إلعاد" على استقبال آلاف الزوار اليهود والأجانب سنويا في هذا الموقع، حيث تقدم المنطقة من وجهة نظر يهودية، دون الإشارة إلى الهوية الفلسطينية للحي.
قال سمرين، بإنه وأفراد عائلته كانوا قد تلقوا قبل أسابيع تهديدات عبر الهاتف من "مجهولين" تطالبهم بإخلاء المنزل قبل جلسة المحكمة. ويشكو أفراد العائلة من اعتداءات المستوطنين عليهم خصوصا خلال الأعياد الدينية اليهودية، كذلك أكد سمرين، بأن الحفريات الإسرائيلية التي تديرها "إلعاد" بحجة البحث عن الآثار تعد مصدر خطر وإزعاج رئيس للعائلات التي تسكن في محيط الموقع بما فيه عائلته، حيث تعاني الكثير من البيوت من تشققات في جدرانها، أو هبوط خطير في أرضياتها بسبب الحفريات الإسرائيلي أسفلها. كذلك ذكر سمرين مضايقات كاميرات المراقبة التي ينصبها المستوطنون في محيط منزل العائلة لمراقبة الفلسطينيين.
تجدر الإشارة أخيرا، إلى أن أهالي سلوان يتواجدون بشكل دائم في منزل عائلة سمرين لمؤازرتهم ودعم صمودهم في منزلهم، وقد أدى عشرات المصلين من سلوان صلاة الجمعة الماضية على مدخل منزل عائلة سمرين تضامنا معهم، حيث نصبوا خيمة اعتصام رمزية ضد سياسة إخلاء الفلسطينيين من منازلهم.