تركيا تعرض بردة الرسول الكريم ومقتنياته على الجمهور
ويطلق الأتراك على العباءة اسم 'خرقة شريف'، وخضعت طيات العباءة للترميم عام 2009 بأمر رسمي، بعد أن أصابها البلى بسبب تخزينها في ظروف سيئة، ولتعرضها للكي مرات كثيرة.
ومن العادات الشهيرة عند الأتراك في رمضان، توافدهم من كل أنحاء الدولة لزيارة جامع الخرقة الشريفة، المسمى باسم 'العباءة'، بحي الفاتح في إسطنبول، والمحفوظة بداخله في جناح مميز لا يفتح إلا في رمضان، وذلك للمساهمة في التعبئة الإيمانية التي يفيض بها الشهر الكريم في هذه الأيام، حين يتوافد إليها حشود غفيرة كل يوم لإلقاء نظرة.
وحصلت تركيا على هذه العباءة ومقتنيات نبوية أخرى على يد السلطان العثماني سليم الأول، في القرن السادس عشر الميلادي، وذلك أنه عندما ضم مصر في عام 1517، بعث أمير مكة الشريف بركات، بوفد يعلن فيه قبوله دخول الحجاز تحت السيادة العثمانية.
ولتأكيد ذلك، أرسل معه هدايا إلى السلطان، يعود معظمها للرسول منها عباءته، وسجادة صلاة، والبيرق النبوي، أي العلم النبوي، وقوس، وسهم، وحذوة فرس، وسن من أسنانه، وشعيرات من لحيته، وحجر يحمل أثر قدمه كما يروى.
كما حمل السلطان العثماني معه من هدايا الحجاز الثمينة بعض مفاتيح الكعبة، ونسختين من القرآن الكريم، يقال إنهما كانتا للخليفتين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، ويحفظ الأتراك هذه الهدايا تحت اسم 'الأمانات المقدسة' في قصر توب كابي، 'الباب العالي'، بحي الفاتح في إسطنبول.
وحسب ما جاء في كتاب 'الدولة العثمانية.. دولة إسلامية مفترى عليها'، للدكتور عبد العزيز الشناوي، فإنه بمجرد وصول 'الأمانات المقدسة' التي تسلمها السلطان سليم الأول من وفد الحجاز بالقاهرة إلى اسطنبول، خصصت لها الدولة قوة عسكرية تتكون من 40 فردًا لحراستها.
وكان يُقام لها في منتصف رمضان من كل عام حفل ديني يطلق عليه 'خرقة سعادات'، يرتل فيه القرآن الكريم إلى ما بعد منتصف الليل، بحضور السلطان وشيخ الإسلام (مفتي السلطنة)، والصدر الأعظم وكبار رجال الدولة من رجال الدين والساسة وقادة أسلحة الجيش والأسطول وغيرهم.