كيف نبدأ عامًا جديدًا بإيجابية رغم الظروف الصعبة؟ د. عفاف ربيع تجيب عبر "راية"
رام الله – رايــة
أكدت الأخصائية النفسية والاجتماعية د. عفاف ربيع، أن بداية عام جديد تمثل فرصة مهمة لمراجعة الذات وإعادة ترتيب الأولويات، رغم قسوة الظروف وعدم الاستقرار الذي يعيشه الفلسطينيون، مشددة على أهمية الحفاظ على الأمل والتفكير الإيجابي كمدخل أساسي للصحة النفسية والاستمرار في الحياة.
وقالت ربيع، في حديث لإذاعة «راية» مع نهاية عام وبداية عام جديد، إن كثيرين يدخلون العام الجديد وهم محمّلون بالأهداف والطموحات، كالتخطيط لعمل جديد أو دراسة أو سفر، إلا أن الواقع الصعب قد يدفع البعض إلى الخوف من التخطيط أو التردد في وضع أهداف واضحة. وأوضحت أن هذا الشعور مفهوم في ظل الأوضاع المتقلبة، لكنه لا يجب أن يلغي الأمل أو السعي.
وأضافت أن الخطوة الأولى مع بداية أي عام هي تقييم السنة السابقة، من خلال النظر إلى ما تم إنجازه، وما تعذر تحقيقه، والتحديات التي واجهت الإنسان، مؤكدة أن الإخفاق في تحقيق بعض الأحلام لا يعني الفشل، خاصة إذا كانت هناك ظروف خارجة عن الإرادة. وشددت على أن الأحلام والأهداف تمثل دافعًا للحياة، ومن الإيجابي إعادة رسم طريق لتحقيق جزء منها ولو بخطوات بسيطة.
وأشارت ربيع إلى أن الإنجاز في حد ذاته قد يكون الحفاظ على الصحة النفسية والقدرة على الاستمرار في ظل واقع معيق، داعية إلى عدم التقليل من قيمة الإنجازات الصغيرة، وعدم تحميل النفس أهدافًا تفوق الإمكانيات الفردية والعامة. ولفتت إلى أهمية التأمل الذاتي وإعادة التقييم كأساس لبناء أهداف واقعية للعام الجديد.
وحددت أربعة محاور رئيسية يجب التركيز عليها عند التخطيط للعام الجديد، تشمل:
الجانب النفسي والصحة النفسية، والعلاقات الاجتماعية، واكتساب مهارات أو معارف جديدة، إضافة إلى ما يقدمه الإنسان للآخرين والمجتمع. واعتبرت أن قضاء وقت مع العائلة أو الأصدقاء، أو المحاولة والسعي نحو هدف وإن لم يكتمل، هي إنجازات لا تقل أهمية.
وأكدت ربيع ضرورة الابتعاد عن لغة “الفشل” وجلْد الذات، واستبدالها بلغة واقعية قائمة على الرضا وتقدير الإمكانيات، محذّرة من تضخيم التوقعات في ظل ظروف محبِطة، لما لذلك من أثر سلبي على الصحة النفسية. ودعت إلى تعزيز “الصوت الإيجابي الداخلي” الذي يشجع على المحاولة والاستمرار، مقابل تجنب الأصوات السلبية المحبِطة من المحيطين.
كما شددت على أهمية طلب الدعم عند الشعور بالإحباط أو فقدان الدافعية، سواء من العائلة أو الأصدقاء أو المختصين، والحرص على التواجد في بيئة إيجابية داعمة. وقالت: “طالما نملك الصحة والقدرة على العمل والسعي، فنحن قادرون على إنجاز أشياء جميلة، حتى وإن كانت بسيطة”.
وفي ختام حديثها، أعربت د. عفاف ربيع عن أملها بأن يكون العام الجديد عامًا أكثر هدوءًا وسلامًا، وأن تتراجع الحروب، متمنية لأبناء الشعب الفلسطيني عامًا يحمل الصحة والأمان والطمأنينة.

