خاص| المراهقة بين الضغوط النفسية والبيئية.. هل يواجه أبناؤنا المستقبل بأمان؟

تُعد مرحلة المراهقة من أصعب المراحل العمرية، إذ يشهد فيها الشباب تغيرات جسدية ونفسية كبيرة، قد تؤدي إلى مشاكل نفسية إذا لم تتم مراقبتها ومعالجتها بشكل صحيح.

تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 20% من المراهقين حول العالم يعانون من اعتلالات أو اضطرابات نفسية، مع احتمالية زيادة هذه النسبة في البيئات المضغوطة.

وقالت الدكتورة لما قنديل، الأخصائية الإرشادية والتربوية، إن: هذا العمر يمتاز بارتفاع كبير في إفراز الهرمونات، ما يؤثر على ردود الفعل والسلوكيات، خاصة مع وجود مؤثرات خارجية مثل المشاكل الأسرية أو العنف أو الاضطرابات الاجتماعية.

وأضافت قنديل في حديث خاص لـ"رايـة" أن: البيئة المحيطة تلعب دورًا مهمًا في زيادة أو تقليل احتمالات ظهور الاعتلالات النفسية، والضغوط اليومية في فلسطين تزيد من هذه الاحتمالات مقارنة بدول أخرى.

وأوضحت أن أبرز المشاكل النفسية التي تظهر في هذه المرحلة هي: القلق والتوتر، والتي قد تتفاقم لتصل أحيانًا إلى الانتحار، مع تأثيرات على التحصيل الأكاديمي والانخراط الاجتماعي والهوية والصورة الذاتية للمراهقين.

وكادت أن تشير إلى أن: انشغال الآباء والأمهات وانفتاح المراهقين على وسائل التواصل الاجتماعي يضاعف من الفجوات النفسية ويزيد من صعوبة التعامل مع هذه المرحلة، خاصة مع نقص الوقت المخصص للحوار والمتابعة الأسرية.

وأضافت قنديل: التواجد اليومي مع الأبناء، فتح حوارات صريحة، وملاحظة أي تغيرات في السلوكيات، كلها خطوات ضرورية لتجنب مشاكل نفسية أكبر، والاستثمار في صحتهم النفسية أهم من أي رفاهية مادية.