مؤتمر صحفي في أثينا للمطالبة بالإفراج العاجل عن مروان البرغوثي وأحمد سعدات وكافة الأسرى

عُقد اليوم في مقر نقابة المحامين في العاصمة اليونانية أثينا مؤتمر صحفي مشترك ، بدعوة من جمعية ذاكرة وعمل "مانوليس غليزوس" احد ابطال المقاومة الشعبي. ضد الأحتلال النازي لليونان وحامل مواطنة الشرف الفلسطينية ، والسفير السابق لدولة فلسطين لدى اليونان وعضو المجلس الأستشاري لحركة "فتح" مروان طوباسي ، وجمعية الجالية الفلسطينية في اليونان، للمطالبة بتحرّك عاجل للإفراج عن القائدين الأسيرين مروان البرغوثي وأحمد سعدات وكافة الأسرى في ظل التدهور الخطير في ظروف اعتقالهما داخل سجون الأحتلال الإسرائيلي العلمية والسرية منها ، كما وسياسة الموت والتهديدات بقانون الإعدام الاسرائيلي الذي يتعرض له الأسرى الفلسطينين.

وشارك في المؤتمر عدد من الشخصيات السياسية والبرلمانية والحقوقية اليونانية ، من بينهم ثاناسيس بيتراكوس أمين سر مؤسسة مانوليس غليزوس و د. عدنان شحادة ممثلاً عن جمعية الجالية الفلسطينية في اليونان، وكوستاس إيسيخوس نائب وزير الدفاع اليوناني الأسبق وعضو الأمانة العامة لمؤسسة غليزوس ، ونيكوس فوتسيس الرئيس الأسبق للبرلمان اليوناني إلى جانب كاترينا غليزوس عضو الأمانة العامة للمؤسسة وبحضور عدد من ممثلي الصحافة والإعلام اليونان .

وأكد المتحدثون اليونانيون أن قضية الأسرى الفلسطينيين، ولا سيما القادة السياسيون ، تمثل قضية إنسانية وقانونية وأخلاقية تمسّ جوهر القيم الديمقراطية التي قامت عليها أوروبا، مشددين على أن ما يجري داخل السجون الإسرائيلية من عزل وتعذيب وحرمان من الحقوق الأساسية يشكل انتهاكًا صارخا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف كما يشكل استمرار الأحتلال جريمة مركبة ، داعين الحكومة اليونانية والاتحاد الأوروبي إلى تحمّل مسؤولياتهما السياسية والقانونية والأخلاقية وممارسة ضغط فعلي على إسرائيل.

وفي مستهل كلمته، أدان السفير الفلسطيني السابق د. مروان طوباسي الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدنيين أبرياء في أستراليا، مؤكداً رفض الشعب الفلسطيني لكل أشكال الإرهاب الذي يستهدف المدنيين الأبرياء ، وتميز نضاله الوطني المشروع ضد الأحتلال الاستعماري عن استهداف المدنيين من اليهود في اماكن مختلفة من العالم ، والذين يقف جزء منهم اليوم في صف مناهضة الصهيونية وسياسات حكومة الأحتلال الاسرائيلي .

وأضاف طوباسي أن التضامن الدولي الحقيقي مع الشعب الفلسطيني لا يكتمل إلا بحماية حياة الأسرى الفلسطينيين ، مشددا على أن ما يتعرض له القائدان مروان البرغوثي وأحمد سعدات وكافة الأسرى، من عزل وتعذيب وحرمان من حقوقهم الأساسية، يشكّل سياسة ممنهجة تهدف إلى كسر الإرادة الوطنية الفلسطينية وعزل رموزها القيادية والمنتخبة . ودعا القوى الديمقراطية والبرلمانية والنقابية في اليونان وأوروبا إلى تحويل التضامن إلى فعل سياسي وقانوني وضاغط، دفاعا عن قيم العدالة وحقوق الإنسان، وعن حق الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير والأستقلال الوطني .

وفي هذا السياق ، أعلنت مؤسسة مانوليس غليزوس عن إطلاق وثيقة إعلان تضامن ومطالبة بالحرية للقائدين مروان البرغوثي وأحمد سعدات ولجميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والتي حظيت حتى اليوم بتوقيع نحو 350 شخصية يونانية من أكاديميين وصحفيين وفنانين وبرلمانيين وشخصيات عامة، على أن تستمر حملة التوقيع تمهيدا لإعلان الأسماء ورفع الوثيقة رسميًا إلى رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان اليوناني والاتحاد الأوروبي.

وخلال المؤتمر الصحفي ، جرى تلاوة رسالة موجّهة من عرب مروان البرغوثي، نجل القائد الأسير ، أعرب فيها عن شكره للشعب اليوناني ومؤسساته على تضامنهم وللقاىمين على المؤتمر الصحفي ، مؤكداً أن قضية والده ليست قضية فلسطينية فحسب، بل قضية كرامة إنسانية واحترام للقانون الدولي ، داعيا الحكومات والمؤسسات القانونية والمجتمع المدني إلى التحرك العاجل قبل فوات الأوان ، ومؤكدا أن هذه الدعوة هي صرخة من أجل العدالة والحياة الانسانية ومسائلة اسرائيل .

وأكد طوباسي أن استمرار احتجاز القائدين والرفض الإسرائيلي لأدراجهم في قوائم تبادل الأسرى ، يأتي في إطار سياسة ممنهجة تستهدف ضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية التي يمثل القائدين الأسيرين دورا هاما فيها وفق دورهم في اعلان وثيقة الأسرى سابقا ، وإجهاض أي أفق سياسي قائم على إنهاء الأحتلال ، داعيا الحكومة اليونانية والاتحاد الأوروبي إلى تحمّل مسؤولياتهما السياسية والقانونية والأخلاقية، وممارسة ضغط فعلي على دولة الأحتلال الإسرائيلي لحماية حياة الأسرى ومنع إقرار قانون الاعدام والإفراج الفوري عنهم .

واختتم المؤتمر بالتأكيد على أن حرية الأسرى جزء لا يتجزأ من حرية الشعب الفلسطيني ، وأن التضامن اليوناني الواسع، كما عبّرت عنه وثيقة إعلان التضامن والمطالبة بحرية مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح واحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية ، يشكّل قاعدة مهمة لتصعيد الجهد السياسي والقانوني والإعلامي دوليا ، من أجل الإفراج عن القائدين مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعن كافة الأسرى السياسيين الفلسطينيين في سجون الأحتلال الإسرائيلي.