خاص| بعد مقتل ياسر أبو شباب.. هل تنهار الميليشيات المتعاونة مع الاحتلال في غزة؟
أثار مقتل قائد الميليشيا المتعاونة مع الاحتلال ياسر أبو شباب جدلًا واسعًا في قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة، خاصة بعد دعوة وزارة الداخلية في غزة هناك جميع المتورطين في هذه المجموعات لتسليم أنفسهم فورًا، مؤكدة أن "مصير أبو شباب كان حتميًا"، وأن "كل خائن ارتضى الارتهان لإرادة الاحتلال سينال المصير ذاته". الوزارة شددت كذلك على أن "عصابات الإرهاب ستزول"، وأن الاحتلال "فشل في المساس بوحدة الشعب الفلسطيني".
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال محمد أبو قمر، رئيس تحرير وكالة الصحافة الفلسطينية، إن الجدل الدائر عقب مقتل أبو شباب يعود إلى السرعة المفاجئة التي انتهى بها دوره، رغم اختبائه لفترة طويلة تحت حماية الاحتلال في المناطق الشرقية لرفح.
وقال أبو قمر إن مقتل أبو شباب يأتي في "سياقه الطبيعي"، مضيفًا: "أولًا، هو أذى الشعب الفلسطيني بشكل كبير. كان يسيطر على المناطق الشرقية لرفح، منطقة معبر كرم أبو سالم، وسرق المساعدات في ذروة المجاعة التي يعيشها مليونا فلسطيني."
وأضاف: "ثانيًا، ساعد الاحتلال في عمليات اختطاف مواطنين ومقاومين، كما حدث مع ابنة الدكتور مروان الهمص. وثالثًا، حاول أن يشكّل بديلاً محليًا للاحتلال بعد أن رفضت العشائر أي تعامل في هذا السياق."
وأشار إلى أن أبو شباب "ارتبط اسمه بالاحتلال بشكل كامل"، ولذلك أصبح "منبوذًا عشائريًا واجتماعيًا وسياسيًا".
وأوضح أبو قمر أن ما فاجأ الناس هو توقيت مقتله: "نحن نتحدث عن وقف إطلاق نار منذ شهرين، ومع ذلك قُتل الآن. الروايات مختلفة: هناك من يقول إن عناصر من المقاومة نفذوا العملية، وآخرون يرجحون أنها جاءت نتيجة خلاف داخلي داخل عصابته."
وأضاف: "لا يمتلك أي مقومات للبقاء؛ لا سند عشائري، ولا مكانة اجتماعية، ولا حتى تعليم. لديه سوابق جنائية وكان مسجونًا في غزة قبل الحرب."
وحول الدعوة لتسليم المتورطين، قال أبو قمر: "هذه ليست دعوة جديدة، لكنها جاءت الآن لأن العصابات عادة تنهار بعد سقوط رأسها. خاصة أنها بلا أيديولوجيا أو دعم حقيقي، وكلها مجموعات مبنية على الباطل."
وأضاف: "هناك بعض العناصر تحاول الظهور كخلفاء لأبو شباب، مثل غسّان الدهيني الذي نشر صورة بشعة أمس، ليُظهر ولاءً أكبر للاحتلال. لكنه سلوك هدفه استعراض القوة لا أكثر."
وأشار إلى أن بقية المجموعات في شرق غزة وخانيونس "أقل حضورًا وتأثيرًا" ولم تُعرف إعلاميًا مثل أبو شباب.

