"الزيت الذهبي 2025": منافسة فلسطينية لاختيار أفضل زيت زيتون وطني بمعايير دولية
خاص - راية
أكد د. حيدر حجة، مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية، أن مسابقة الزيت الذهبي 2025 باتت حدثًا وطنيًا سنويًا لترسيخ ثقافة الجودة في إنتاج زيت الزيتون الفلسطيني، مشيرًا إلى أن النسخة الحالية من المسابقة، التي تنظمها المؤسسة للعام الخامس عشر على التوالي، شهدت مشاركة نحو 40 مزارعًا من مختلف المحافظات رغم شح الإنتاج هذا الموسم.
وقال حجة في حديث لإذاعة "راية" إن المسابقة تهدف إلى تكريم المزارعين المنتجين لزيت الزيتون الفاخر وتعزيز المنافسة الإيجابية بينهم من أجل رفع جودة الزيت الفلسطيني وتطوير قدراته التسويقية محليًا ودوليًا.
وأضاف: "رغم ضعف الإنتاج هذا العام، إلا أن جودة العينات التي وصلتنا كانت عالية جدًا، وبعضها بمستوى يؤهلها للمشاركة في مسابقات عالمية"،
موضحًا أن التقييم المبدئي أظهر أن خمس إلى ست عينات فلسطينية يمكن أن تنافس ضمن أفضل أنواع الزيوت في العالم.
وبين مدير عام المؤسسة أن عملية التقييم تمر بمرحلتين أساسيتين: التحليل الكيماوي الذي يقيس مؤشرات الجودة مثل نسبة الحموضة، والبيروكسيد، ومركبات الفينولات الطبيعية، والتحليل الحسي الذي يجريه الفريق الوطني لتقييم زيت الزيتون، المكوّن من سبعة إلى تسعة خبراء معتمدين دوليًا من مجلس الزيت الدولي، حيث يتم فحص العينات دون معرفة هوية المزارع لضمان الشفافية والنزاهة الكاملة.
وتابع حجة إن الفريق الوطني يجري تدريبًا دوريًا بإشراف مجلس الزيت الدولي للحفاظ على كفاءته، مؤكدًا أن نتائج التحليل الحسي الفلسطيني معترف بها عالميًا، ما يمنح زيت الزيتون الفلسطيني مكانة مرموقة في الأسواق الخارجية.
ولفت حجة إلى أن المشاركة في المسابقة مفتوحة لجميع المزارعين، سواء كانوا من أصحاب الحقول الصغيرة أو الكبيرة، شرط أن يكونوا المنتجين الفعليين للزيت.
ولا يتحمل المتسابقون أي رسوم مالية، إذ يقدّم المزارع عينتين فقط (عبوتان بحجم 250 مل) يتم فحصهما في مختبرات المؤسسة، بالتعاون مع وزارة الزراعة التي تستقبل العينات في مديرياتها المنتشرة في المحافظات.
وذكر أن المؤسسة تمنح المشاركين شهادات جودة معتمدة تحدد تصنيف الزيت ونتائج التحليل، بينما يتم تكريم الفائزين الثلاثة الأوائل بجوائز مالية أو معدات زراعية تساعدهم على تطوير إنتاجهم.
وقال حجة: "كل مزارع يشارك في المسابقة هو فائز، لأنه يحصل على تقييم علمي رسمي لزيتِه وشهادة تثبت جودته، وهو ما يساعده لاحقًا في التسويق محليًا وخارجيًا".
ووفق حجة، فإن المؤسسة أصدرت ميثاق الجودة لزيت الزيتون الفلسطيني، وهو دليل متكامل يوضح الممارسات الزراعية السليمة بدءًا من العناية بالأشجار وطرق القطاف، مرورًا بعمليات العصر والتخزين، وصولًا إلى التعبئة والتسويق.
ودعا المزارعين إلى الاطلاع على الميثاق المتاح مجانًا عبر الموقع الإلكتروني لمؤسسة المواصفات والمقاييس، والاستفادة من الإرشادات لضمان إنتاج زيت عالي الجودة.
وحول أفضل مناطق إنتاج الزيت، أفاد حجة بأنه لا توجد منطقة محددة تتفوق على غيرها، فالأصناف المزروعة مثل النبالي والرومي والنبالي المحسن تنتج زيوتًا عالية الجودة متى التزم المزارع بالممارسات الصحيحة.
وأضاف: "في كل عام نرى مزارعين من مناطق مختلفة يفوزون بالجائزة، وهذا يؤكد أن جودة الزيت الفلسطيني تعتمد على خبرة المزارع واهتمامه أكثر من نوع التربة أو الموقع الجغرافي".
وأشار حجة إلى أن اللجنة التوجيهية للمسابقة أنهت التقييم المبدئي للعينة، وأن الأسبوع القادم سيشهد الجولة النهائية لتحديد الفائزين في مسابقة الزيت الذهبي 2025، مؤكدًا أن المؤسسة تسعى من خلال هذا الحدث إلى "رفع راية الزيت الفلسطيني عاليًا في المحافل الدولية، وتكريس ثقافة الجودة في كل قطرة زيت تُنتج في أرض فلسطين".
