افتتاح المركز الثقافي الأرثوذكسي الجديد في الناصرة بمشاركة واسعة
بأجواء احتفالية، افتتح مجلس الطائفة الأرثوذكسية في مدينة الناصرة مبنى المركز الثقافي الأرثوذكسي الجديد، مساء يوم الجمعة الماضي، بمشاركة رئيس مجلس الطائفة، المحامي بسيم عصفور، ورئيس الهيئة التمثيلية، نمر ناصر، وعدد من أعضاء المجلس والهيئة.
وحضر الافتتاح المطران كرياكوس ولفيف من الكهنة، إلى جانب القنصل العام لدولة اليونان، نيكولاس مافروئيذيس، وأليكسانذروس بوزيس، مدير مكتب الدبلوماسية العامة في سفارة اليونان، والقنصل العام لدولة روسيا، أليكسيي كراسيلنيكوف، إضافة إلى جمهور غفير من أبناء المدينة.
وقد افتتحت الأمسية عريفة الحفل، المعلمة غادة عوّاد، التي أثنت على عمل ومجهود مجلس الطائفة في تحقيق هذا الإنجاز.
وفي كلمته، رحّب رئيس مجلس الطائفة الأرثوذكسية بجميع الضيوف والحضور، مستهلًا كلمته ببيت الشعر الشهير للشاعر الراحل توفيق زياد: "كأننا عشرون مستحيلًا في اللد والرملة والجليل...". وأكد أن لنا هنا ماضٍ وحاضر ومستقبل.
وتحدّث عن فكرة إنشاء المركز الثقافي، مشيرًا إلى صعوبة تنفيذ المشروع، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. وأكد أهمية هذا المشروع في رفع وعي وثقافة الأجيال الصاعدة في شتى مجالات الحياة، وفي تعزيز الثقافة والأدب عمومًا في المنطقة، وزرع روح الفن والانتماء لدى العائلات والأجيال الشابة، حمايةً لوجودها وبقائها وتعزيزًا لانتمائها لبلدها ووطنها.
كما شدد على أهمية الإصرار في الوصول إلى الأهداف وتحقيق الأحلام دون تردد.
واقتبس رئيس المجلس في كلمته مقولة أدبية معبّرة: "بعض الناس يرون الأشياء كما هي ويتساءلون: لماذا؟ وآخرون يحلمون بأشياء لم تكن أبدًا ويتساءلون: لمَ لا؟".
وأضاف: "الفرق بين الواقع والحلم هو كلمة من ثلاثة أحرف: عَمَل"، مؤكدًا أن "هذا هو ما يميز مجلس الطائفة الأرثوذكسية، إذ يعمل بلا كلل أو ملل لتحقيق أهدافه".
ثم تحدّث قنصل اليونان، مشددًا على أهمية التعاون بين سفارة اليونان ومجلس الطائفة لما فيه مصلحة الرعية الأرثوذكسية وسكان المنطقة، وأعرب عن استعداد السفارة لدعم مشاريع ثقافية وتعليمية متنوعة، مثل تعليم اللغة اليونانية. كما أعلن عن نية السفارة تنظيم احتفال بيوم اللغة اليونانية العالمي في المركز الثقافي الأرثوذكسي النصراوي في شهر شباط/ فبراير 2026.
وتلاه القنصل الروسي، الذي شدّد على "أهمية الحفاظ على الوجود المسيحي في المنطقة"، وعلى "الدور التاريخي الذي تلعبه روسيا في دعم المشاريع الثقافية والتعليمية، من خلال المراكز والمدارس الروسية المنتشرة في البلاد". وأشاد بالتعاون البنّاء بين مجلس الطائفة والسفارة الروسية ومؤسساتها، لما له من أثر في تعزيز الثقافة والحضارة ونشر العلم والفائدة لأبناء المجتمع.
وختم كلمته بالتأكيد على أهمية افتتاح المركز الثقافي، داعيًا إلى استمرار هذا التعاون لما فيه خير أبناء الناصرة والمنطقة، مستذكرًا شخصيات بارزة من المجتمع العربي، مثل ميخائيل نعيمة وكلثوم عودة، ممن تلقّوا تعليمهم في مؤسسات روسية.
خلال حفل الافتتاح، قدّمت جوقة "عود الند" عرضًا فنيًا مميزًا خصيصًا لهذه المناسبة، تخلّلته مشاركة تفاعلية لافتة من الحضور.

