قرار استملاك جديد
خاص | خطوات إسرائيلية متسارعة للسيطرة الكاملة على الحرم الإبراهيمي
في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية، كشف مدير الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، معتز أبو سنينة، عن خطوات إسرائيلية متسارعة تستهدف السيطرة الكاملة على الحرم، أبرزها قرار استملاك الباحة الداخلية وسقف صحن الحرم، وسحب صلاحيات بلدية الخليل ووزارة الأوقاف، بما يشكل اعتداءً جديداً يهدد المكان دينيًا وتاريخيًا.
وقال أبو سنينة خلال حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية إن الاحتلال يعمل منذ سنوات على فرض واقع جديد في الحرم، لكن الوتيرة تصاعدت بشكل غير مسبوق بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، موضحًا أن الحرم “القلب النابض لمدينة الخليل ومعلمها الديني والتاريخي” يتعرض لاعتداءات متكررة تستهدف وجوده الإسلامي.
خطوات إسرائيلية خطيرة: استملاك وسقف الباحة
وأوضح أن الإدارة المدنية الإسرائيلية أبلغت مؤخرًا مؤسسات الخليل بوجود قرار استملاك للباحة الداخلية (صحن الحرم)، مع نية لتسقيفها بالكامل بمساحة تقدّر بنحو 200 متر مربع، وهو إجراء يعتبر جزءًا من مخطط مستمر لتهويد ما تبقى من الحرم، خصوصًا أن الاحتلال يسيطر على 63% من مساحته منذ مجزرة 1994.
وأشار إلى أن وزارة الأوقاف وبمشاركة مؤسسات حكومية وخبراء قانونيين قدموا اعتراضًا رسميًا لمدة 60 يومًا، وتم رفع الملف إلى منظمة اليونسكو كون الحرم مسجلًا على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر منذ 2017.
صمت دولي… وقلق فلسطيني
ورغم التواصل الفلسطيني المتكرر مع اليونسكو، قال أبو سنينة إن الردود ما زالت خجولة وضعيفة، في وقت تنفذ فيه إسرائيل إجراءاتها على الأرض بوتيرة سريعة.
وأضاف: “الاحتلال لا يأبه بالقوانين الدولية ولا يحترم القرارات المتعلقة بحماية المقدسات”.
وحذّر من أن نجاح إسرائيل في مخططها سيقود إلى:
- تهويد ما تبقى من أجزاء الحرم
- تقليص الوجود الفلسطيني وإفراغ المنطقة من سكانها
- اعتداء مباشر على حرية العبادة بمنع الأذان وتعطيل الصلاة
- تغيير الهوية التاريخية والمعمارية للمكان
- تحويل أجزاء من الحرم إلى منشآت دينية يهودية
وأضاف: “الاحتلال يسعى لإغلاق الأبواب أمام المصلين وتقليل أعدادهم، ويمنع الأذان ويحتجز الهويات ويفتش المصلين… هذه سياسة ممنهجة”.
المطلوب رسميًا وشعبيًا
وأكد أبو سنينة ضرورة التحرك الرسمي عبر ضغط سياسي وقانوني مستمر على الهيئات الدولية والدول الصديقة، إضافة إلى مخاطبة سفراء العالم لتوضيح خطورة ما يجري.
أما على الصعيد الشعبي، فدعا إلى تكثيف التواجد والرباط في الحرم، وتنظيم الفعاليات الداعمة، تسيير الحافلات من مختلف محافظات الضفة لتعزيز الحضور الفلسطيني، وقال: “الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى أمانة في أعناقنا، وسنسأل عنها أمام الله. واجب ديني ووطني أن نحافظ عليهما”.

