الصحة في غزة لراية: الاحتلال يعطل الإجلاء الطبي بإجراءات تعجيزية

في وقت يقف فيه آلاف المرضى في ما يشبه "طابور الموت البطيء"، كشف مدير مركز المعلومات في وزارة الصحة بقطاع غزة، زاهر الوحيدي، عن أرقام صادمة لحجم الكارثة الصحية المتفاقمة في القطاع نتيجة استمرار إغلاق معبر رفح منذ السابع من مايو 2024، وما يرافقه من قيود إسرائيلية تمنع المرضى من الوصول إلى العلاج في الخارج.

وقال الوحيدي في حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية، إن عدد المرضى المسجلين للإجلاء الطبي بلغ 18,500 مريضًا، أنهوا جميع الإجراءات الرسمية وينتظرون فقط "موافقة المرور" التي لا تأتي.

وأوضح أن هناك:

- 524 حالة طارئة ومنقذة للحياة بحاجة لإجلاء فوري

- أكثر من 6,000 مريض سرطان لم يحصلوا على تحويلات

- 5,200 طفل مريض ينتظرون العلاج

- 7,000 مصابًا بحاجة إلى نقل عاجل

وأشار إلى أن 1,038 مريضًا توفوا خلال الشهور الماضية وهم بانتظار فرصة السفر، نتيجة تدهور أوضاعهم الصحية ومنعهم من الوصول للعلاج.

فجوة هائلة بين الأرقام والواقع

ورغم حجم الكارثة، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تمكنت فقط من إجلاء 33 مريضًا إلى الأردن خلال الفترة الأخيرة، وهو رقم "ضئيل وصادم" مقارنة بالآلاف المحتاجين للعلاج الفوري.

وعن سبب هذه الفجوة، قال الوحيدي إن الاحتلال يتعمد إعاقة الإجلاء الطبي عبر سلسلة طويلة من الإجراءات الأمنية البطيئة وغير الفعالة، مضيفًا: "بهذه الوتيرة، نحتاج إلى 20 عامًا لإجلاء المرضى المسجلين، وهذا أمر غير منطقي ولا إنساني."

كيف تُختار قوائم المرضى؟

وأوضح الوحيدي أن وزارة الصحة ترسل جميع أسماء المرضى لمنظمة الصحة العالمية، التي تحيلها بدورها إلى الجانب الإسرائيلي للحصول على موافقة أمنية قد تستغرق أسابيع أو أشهر.

ويضيف أن إسرائيل تتدخل مباشرة في تحديد أسماء المسموح لهم بالسفر وترفض آخرين دون توضيح الأسباب.

كما أن الدول المستضيفة للعلاج – وفق الوحيدي – تعرض استضافة فئات محددة فقط، أبرزها الأطفال ومرضى الأورام، ما يحرم آلاف المرضى الآخرين من فرصة الخروج حتى بعد الموافقة عليهم.

الاحتلال يمنع… والدول تريد الاستضافة

وأكد الوحيدي أن عدة دول أبدت استعدادها لاستقبال مرضى غزة، إلا أن المانع الرئيسي هو الاحتلال الذي يغلق المعابر ويقيّد حركة المغادرة بشكل كامل.

وقال: "قبل 7 مايو كان يتم يوميًا سفر نحو 200 مريض، بالإضافة إلى 500 مسافر عبر معبر رفح. أما اليوم فنحن نتحدث عن 50–60 مريضًا شهريًا فقط."

قطاع صحي منهار يحتاج تدخلًا عاجلًا

وحذر الوحيدي من انهيار المنظومة الصحية بعد عامين من الحرب، مشيرًا إلى الحاجة الملحة لـ:

- إدخال الأجهزة والمعدات الطبية

- توفير الأدوية والمستهلكات

- إدخال وفود طبية متخصصة

- إطلاق خطة عاجلة لإعادة إعمار البنية التحتية الصحية المدمرة

وقال: "نحن نقاتل بالغذاء والدواء… وما يدخل القطاع من مساعدات لا يكاد يساوي قطرة في بحر الاحتياجات."