الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:46 AM
الظهر 11:25 AM
العصر 2:18 PM
المغرب 4:44 PM
العشاء 6:02 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

آية أبو نصر.. ناجية من الإبادة توثق حكايتها في كتاب" نجا من مات ومات من نجا"

في غزة التي تختلط فيها الابتسامات بالألم، ويشتبك فيها الأمل بالوجع، يستمر أهلها في إنتاج الحياة رغم النزوح والمأساة.

وبين خيام المنخفضات والبرد، وصوت المدافع والقصف، كتبت الشابة الغزية آية أبو نصر كتابها الأول "نجا من مات ومات من نجا"، الذي يحمل سيرة الفقد والمقاومة والصمود.

 تحدثت آية لـ"رايـة" عن تجربتها القاسية في النزوح، وعن الظروف المستحيلة التي وُلد فيها كتابها، وعن الوجع الذي حملته بين صفحاته.

تقول آية أبو نصر إن غزة "فيها الابتسامات، وفيها الألم، وفيها الأمل"، مشيرة إلى أن القطاع يحمل كل المتضادات التي يمكن أن يشعر بها البشر في لحظات عجيبة ومتناقضة. وتوضح أن غزة ليست ألمًا فقط، بل إنجازًا أيضًا، رغم الظروف القاسية التي عاشها سكانها خلال السنتين الماضيتين.

وتتابع في حديث خاص لراية أن الكثير من أبناء غزة واصلوا إنتاج المعرفة والعمل رغم الحرب، فمنهم من أجرى أبحاثًا، ومنهم من تخرج أو تفوق في الثانوية العامة، وآخرون ما زالوا يعملون في مختلف المجالات لإثبات وجودهم.

وترحب آية بحديثها عبر أثير راية، قبل أن تتحدث عن واقعها الشخصي، قائلة إنّها من شمال قطاع غزة لكنها نازحة حاليًا في المنطقة الوسطى. وتصف ظروف النزوح الأخيرة مع المنخفض الجوي، مؤكدة أن الخيمة التي تعيش فيها "تحولت خلال أول نقطة مطر إلى مكان معدوم الحياة".

وتروي أن المياه دخلت الخيمة، وأن الأطفال تبللوا، وأن تلك اللحظات كانت "موجعة ومبكية"، مضيفة: "الخيمة هي المقوى الوحيد حاليًا، ولكنها لا تصلح لمواجهة شتاء وعواصف".

وتحذر من القادم في ظل عدم إدخال خيام بديلة أو بيوت متنقلة أو مواد للإيواء، قائلة: "إحنا لسه في الخريف... فكيف بده يكون الوضع في الشتاء؟".

وتشير آية إلى أن نسبة الفقر في غزة تقترب من 100%، والبطالة تجاوزت 80%، وهو أمر طبيعي بعد "الإبادة الجماعية" التي طالت كل مقومات الحياة والمنشآت والمحال والمساكن. وتؤكد أن "قطاع غزة تحول إلى مكان معدوم تمامًا من كل النواحي".

وتضيف أن آلاف العائلات بلا مأوى أو دخل أو مقومات معيشة، قائلة: "أنا واحدة من هؤلاء الناس... أحيانًا الناس لا تجد الأكل. انتهت الإبادة الجماعية لكننا لا نعرف كيف نعيش حتى الآن".

ثم تنتقل آية للحديث عن كتابها الذي كتبته خلال الحرب. وتقول إن الظروف كانت شبه مستحيلة: "لا أقلام، ولا أوراق، ولا دفاتر، ولا أمان... حولي فقط أصوات القتل والقصف والمدافع". وتوضح أنها اعتادت الكتابة على هاتفها المحمول، لكنها كانت تواجه مشكلة في الشحن وفقدان المدونات أثناء النزوح.

وتضيف أنها كانت تكتب "فضفضة" فقط، ثم ترسل النصوص فور توفر الإنترنت إلى المكتبة التي تبنت كتابها في عمّان، حتى تحفظ مواد الكتاب خارج غزة خوفًا من فقدانها أو استشهادها.

وتشير إلى أن الكتاب جُمعت نصوصه على مراحل، وأنه أصبح الآن جاهزًا ومكوّنًا من 182 صفحة، ويحمل عنوان "نجا من مات ومات من نجا"، وهي جملة تكررت خلال الحرب وتحوّلت إلى شاهد على المأساة.

وتكشف أن العنوان يحمل وجعًا شخصيًا، إذ فقدت 150 شهيدًا من عائلتها، بينهم أشقاؤها وأعمامها وأقاربها. وتروي أن المنزل العائلي المؤلف من خمس طبقات في بيت لاهيا تم استهدافه بشكل كامل، ولم ينجُ منه أحد تقريبًا، باستثناء جدار كُتبت عليه عبارة: "لقد نجا من مات ومات من نجا".

وتقول إن ثلاثة من شقيقاتها مُسحن من السجل المدني، كما فقدت شقيقيها أحدهما لا يزال تحت الأنقاض مع عائلته حتى اليوم. وتضيف وهي تبكي: "يمكن اللي ماتوا هم اللي ارتاحوا... وإحنا اللي حملنا التعب والألم".

وتؤكد آية أن الشمس ستشرق على غزة يومًا ما رغم الظلام، وأن القادم قد يكون أفضل بإذن الله.

وتشير إلى أن الكتاب متوفر حاليًا في إحدى مكتبات عمّان، وهناك ترتيبات لوضع نسخة إلكترونية (PDF) عبر موقع النيل لإتاحة الوصول إليه عالميًا.

كما تكشف أن أول لغة سيُترجم إليها الكتاب هي اللغة الإيطالية، إذ يجري العمل على النسخة المترجمة حاليًا.

وفي ختام حديثها الخاص لراية، تأمل آية أن يصبح كتابها وثيقة تُسهم في فضح جرائم الاحتلال، وأن يصل صوت غزة للعالم.

Loading...