خاص| "حنعمرها تاني".. حملة لإحياء مدينة غزة رغم الدمار
في ظل استمرار الحصار والدمار الذي طال مدينة غزة، ومع دخول فصل الشتاء، تواجه آلاف العائلات ظروفًا إنسانية صعبة، بين نقص الخيام، وتفاقم أزمات الصرف الصحي والمياه والكهرباء. ومع هذا الواقع المأساوي، ظهرت المبادرات المجتمعية والشبابية لتشكل بصيص أمل للحياة والصمود، من خلال جهود رمزية لكنها مؤثرة لإعادة إعمار المدينة، والحفاظ على النشاط الزراعي والثقافة المجتمعية.
وتأتي حملة "حنعمرها تاني" كمبادرة مجتمعية بالشراكة مع بلدية غزة ومؤسسات المجتمع المدني، لتكون نقطة انطلاق للمواطنين والمتطوعين لإظهار قدرة غزة على الصمود، وتعزيز روح التعاون والمساندة بين السكان، رغم محدودية الموارد والحاجة الماسة للبنى التحتية.
من جهتها قالت منسقة الضغط والمناصرة في الاغاثة الزراعية في غزة نهى الشريف في حديث خاص لـ"رايـة": "معاناة أهل غزة تفوق تخيلات العقل في هذا الواقع المرير الذي نعيشه مع دخول فصل الشتاء، للأسف الشديد ومع عدم توفر الخدمات الأساسية مثل الشوادر والخيام وتمين البنية التحتية والصرف الصحي بشكل كامل. المأساة بكل مقاييسها، سواء كانت المعنوية أو المادية".
وأضافت الشريف أن الحملة"حنعمرها تاني" انطلقلت وستسمر بشكل دوري على مدار الأشهر المقبلة، مشيرة إلى أنها تفاجأت بحجم مشاركة المتطوعين وأخصائيي السوشيال ميديا، والشباب، والنساء، والأطفال. حتى الأطفال والمسنين والأشخاص ذوي الإعاقة كانوا جزءاً من المشاركين.
وأكدت أن هذا يدل على أن هناك أمل في أن غزة تُعمر وتُبنى من جديد.
ونوهت: "الفكرة رمزية وبسيطة، لتعزيز البقاء والوجود. غزة تحتاج لملايين الموارد، ولمعدات وأدوات البناء، وما زالت لم تدخل حتى الآن، حتى مع وقف إطلاق النار. هذه الحملة لا تبني البيوت، لكنها تُظهر أن أهل غزة قادرون على الصمود والبحث عن المستقبل".

