خبير عسكري لراية: إسرائيل غير قادرة على شن اجتياح واسع… والتصعيد الإعلامي “بروباغندا” سياسية
في ظل ارتفاع حدّة الخطاب الإسرائيلي وتلويح قادة الاحتلال بإمكانية الانتقال إلى هجوم واسع في قطاع غزة، تتصاعد الأسئلة حول جدية هذه التهديدات وقدرة الجيش الإسرائيلي فعليًا على تنفيذها، خصوصًا في ضوء إعادة تموضع قواته بعد وقف إطلاق النار.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي د. نضال أبو زيد في حديث خاص لـ"رايــة"، ردًا على سؤال حول تهديد الاحتلال بالاستعداد لـ“الانتقال السريع إلى هجوم واسع لاحتلال مناطق أوسع في قطاع غزة”:
إن هذا التصريح جاء بالتزامن مع طرح الجانب الأمريكي لمشروع القرار الذي سيتم التصويت عليه اليوم في مجلس الأمن، ومع تصريح آخر لوزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس بأنه “لن يتم القبول بإقامة دولة فلسطينية”.
وأوضح أن “التصعيد في حدّة الخطاب الإعلامي الإسرائيلي هو بروباغندا تهدف إلى إعاقة المشروع الأمريكي الذي يتضمن بندًا يتعلق بالدولة الفلسطينية”. وأضاف: “قد توافق إسرائيل على معظم الشروط الأمريكية، لكنها لن تقبل بوجود عبارة الدولة الفلسطينية تحت أي ظرف”.
وبشأن إمكانية حدوث تصعيد أو اجتياح بري جديد، أكد أبو زيد أنه لا يعتقد أن إسرائيل اليوم قادرة على تنفيذ عمليات برية واسعة كما كانت قبل وقف إطلاق النار، “لأن أغلب الوحدات العسكرية الضاربة قد تم سحبها من القطاع”. لكنه أشار إلى إمكانية تنفيذ عمليات عسكرية محدودة تعتمد على “الجهد الاستخباري”، وهي المعروفة عسكريًا بـ"عمليات الـPick Up"، دون القدرة على اجتياح شامل أو احتلال مساحات جديدة، “سِوى ما يسمح به اتفاق وقف إطلاق النار الذي يحدد تموضع إسرائيل عند الخط الأصفر”.
وفي معرض الرد على سؤال حول تجاوزات الاحتلال، قال أبو زيد:
“عدد الخروقات الإسرائيلية يتجاوز 200 خرق لاتفاق وقف إطلاق النار. الجميع يعلم أن هذا الكيان لا يلتزم باتفاق أو عهد”. وأضاف أن هذه الخروقات تهدف إلى استفزاز المقاومة لدفعها إلى رد فعل يمكن لإسرائيل استخدامه لتبرير خرق الاتفاق.
وتابع: “رغم كل الانتهاكات، لم نرَ أي رد فعل من الضامن الدولي—الولايات المتحدة—على الجانب الإسرائيلي، بينما أي تحرك بسيط من المقاومة يُصوَّر فورًا كخرق”.
وأكد أن المقاومة “استطاعت كسب الوقت من خلال المماطلة في تسليم جثث الأسرى، وإعادة تنظيم صفوفها، وضبط الأمن في المناطق التي حاول الاحتلال نشر الفوضى فيها عبر الميليشيات المدعومة منه مثل ميليشيات أبو شباب وحسام الاستطال”.

