خاص| الغش في زيت الزيتون.. كيف يحمي المستهلك نفسه في فلسطين؟

تشهد صناعة زيت الزيتون في فلسطين تحديات كبيرة نتيجة الغش التجاري وخلط الزيوت، ما يؤثر على جودة المنتج وصحة المستهلك.

فياض فياض مدير عام مجلس الزيتون الفلسطيني، تحدث عبر "رايــة" عن أساليب الغش المنتشرة وأسبابها، وكيفية حماية المستهلك من الوقوع في فخ الزيت المغشوش.

وأكد فياض: "اكتشاف الغش في زيت الزيتون يحتاج إلى مختبر، خصوصًا إذا كان الغش احترافيًا."

وأوضح: "المختبر هو الوحيد القادر على كشف الغش بشكل دقيق، خاصة في حالات العمل الاحترافي."

وعند الحديث عن طرق الغش في الزيت، أشار فياض إلى أن تجارة زيت الزيتون المغشوش أصبحت تجارة عالمية كبيرة، تتجاوز تجارة المخدرات، وتركز على إيطاليا كمركز رئيس للمافيا، حيث تحولت التجارة خلال السنوات الأخيرة من الممنوع إلى المسموح.

ولفت إلى نتائج دراسات رسمية في ألمانيا، التي تعد من أكثر الدول حرصًا على سلامة الأغذية، مشيرًا إلى أن من بين 27 عبوة زيت على رفوف المتاجر، عبوة واحدة فقط مطابقة للمواصفات. وأوضح أن الأمر مشابه في الولايات المتحدة، حيث الكثير من الزيوت المستوردة لا تطابق المواصفات.

وقال فياض: "في فلسطين، الغش يرتبط أحيانًا بنقص الإنتاج أو ارتفاع الأسعار، فكلما ارتفع السعر، زاد احتمال وجود زيت مغشوش في السوق."

وبحسب فياض، فإن سعر كيلو زيت الزيتون في بورصة مدريد صباح اليوم بلغ حوالي 4.87 يورو، أي ما يعادل نحو 18 شيكل، وهو السعر الذي يُباع به أحيانًا الزيت المغشوش.

وعن خلط الزيت، أوضح فياض: "في بعض المطاعم يضاف زيت نباتي مثل زيت الصويا أو الذرة إلى زيت الزيتون، وكذلك يحدث الأمر في المنازل، خاصة مع ما يُعرف بالزيت الثقيل أو زيت السيرج، وهو خليط من الزيت النباتي والزيت العادي، وهذه الممارسة ممنوعة."

وأشار إلى الأصناف الأربعة للزيت في فلسطين:

- زيت الزيتون البكر: مستخلص بالطرق الفيزيائية.

- زيت تفل الزيتون: الزيت المتبقي في الجفت بعد العصر، مسموح عالميًا بنسبة 6%، بينما يصل في فلسطين إلى 12%، ما يمثل خسارة نحو 70 مليون شيكل سنويًا.

- الزيت المكرر: يُعاد تكريره باستخدام مواد كيميائية عند تلف الزيت الأصلي، ويُستخدم عادة للقلي فقط.

- زيت النقي (Pure Olive Oil): غالبًا خليط من 90% زيت مكرر و10% زيت بكر.

أما سبب انتشار الغش عالميًا، فأوضح فياض: "السبب الرئيسي هو أن الإنتاج العالمي أقل من الطلب، مما يخلق فجوة كبيرة في السوق، ويشجع على الغش."

وحول طرق حماية المستهلك، نصح فياض بـ: "شراء الزيت مباشرة من المعاصر أو المزارع والشركات الموثوقة، مع التأكد من مصدر الزيت وجودته."

وأكد على أهمية تخزين الزيت بطريقة صحيحة، مشيرًا إلى أن الشركات الكبرى تستخدم خزانات محكمة مليئة بالنيتروجين للحفاظ على جودة الزيت، بينما يحتاج التخزين في المنزل إلى عناية خاصة.