أمطار أول منخفض جوي تُغرق مئات خيام النازحين في قطاع غزة وتفاقم المعاناة الإنسانية (صور وفيديو)
غزة – شبكة راية الإعلامية
تفاقمت معاناة آلاف النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة، بعد أن ضرب أول منخفض جوي هذا الموسم، مصحوباً بأمطار غزيرة ورياح شديدة، ما أدى إلى غرق مئات خيام الإيواء وتسرب المياه إلى داخلها، في مشهد مأساوي جديد وسط واقع إنساني متدهور.
وقال الرائد محمود بصل، المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، في تصريح مصوّر، إن “مع أول هطول للأمطار فجر الجمعة، تعرضت مئات الخيام للغرق، خصوصاً في مدينة غزة، وقد طالت المياه ما بداخلها من أغطية وفراش وملابس”.
وأوضح بصل أن المياه تسربت حتى إلى ممتلكات استطاع النازحون انتشالها سابقاً من تحت ركام منازلهم التي دمرها العدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن طواقمه تلقت مئات طلبات مساعدة عاجلة من مواطنين ونازحين، فيما الإمكانات والنقل والموارد لا تزال شحيحة للغاية.
وأكد أن منسوب المياه في بعض ساحات مراكز الإيواء تجاوز عشرة سنتيمترات، ما أدى إلى غرق الخيام المنصوبة فيها، وحثّ النازحين على الحذر، وتجنّب البقاء داخل المباني المتهالكة أو الانخراط في أماكن عرضة للانهيار بفعل الأمطار والرياح.
موسم الشتاء.. مأساة مكرّرة
ويعيش القطاع معاناة استثنائية، إذ تشير بيانات حكومية إلى أن نحو 93% من خيام النازحين (125 ألف خيمة من أصل 135 ألفاً) أصبحت غير صالحة للسكن بسبب الدمار والظروف القاسية.
وفي ظل حالة حصار ومعوقات إدخال مواد الإيواء، يرى الدفاع المدني أن القطاعات الإنسانية والنازحين في غزة يقفون أمام "مرحلة كارثية لا تختلف عن القتل والموت".
دعوات عاجلة وإنذار أخير
في هذا السياق، دعت منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية إلى تدخل عاجل لإقامة مخيمات بديلة، وتأمين مأوى مستدام، قبل هطولات أكثر كثافة تُفاقم الكارثة.
كما طالبت الجهات المختصة المجتمع الدولي بإنقاذ مئات الآلاف من المدنيين الذين باتوا بلا مأوى آمن، في وقت يتواصل فيه تقييد الدخول والمساعدات إلى القطاع المحاصر.
أمطار المنخفض الجوي الأولى هذا الموسم كشفت هشاشة البنى التحتية لحياة النازحين في غزة، وأضفت عنصراً جديداً من الأزمة على من يعيش في خيامٍ غير مهيّأة للشتاء، بينما تبقى الحاجة إلى تدخل إنساني عاجل أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
