خاص| منخفض جوي يهدد خيام النازحين في غزة.. واقع إنساني كارثي ومعاناة تتفاقم
في ظل حصار مشدد ودمار واسع يطاول كل مناحي الحياة في قطاع غزة، يعيش أكثر من مليوني مواطن ظروفًا إنسانية قاسية، تتجه نحو الأسوأ مع اقتراب المنخفض الجوي المرتقب خلال الساعات القادمة، وسط عجز كبير في البنية التحتية وتقصير واضح في تنفيذ الالتزامات الإنسانية.
وفي حديث خاص لــ"راية"، وصف مراسلنا في قطاع غزة سامح أبو دية المشهد بأنه "ماساوي وربما أبعد من المأساة"، مؤكدًا أن الواقع في القطاع بات لا يُحتمل على المستويات الإنسانية والخدمية كافة.
قال مراسلنا في غزة سامح أبو دية: "ما يجري في قطاع غزة مأساة ويمكن أن نصفه بما هو أبعد من المأساة. أكثر من مليوني مواطن يعانون الأمرّين في ظل حصار مشدد وخانق طال كل شيء، فيما تصل نسبة الدمار إلى نحو 90% من مساحة القطاع، بما يشمل البنية التحتية وكافة القطاعات الحيوية".
وأضاف أبو دية أن "المشهد الإنساني اليوم صعب وكارثي بكل المقاييس، فعيون أكثر من مليوني مواطن تتجه نحو المنخفض الجوي المرتقب خلال الساعات المقبلة، في وقت يعيش فيه القطاع واقعًا إنسانيًا لا يمكن وصفه أو تخيله".
وأكد أن "الاحتلال لم يلتزم بأي من بنود الاتفاق، وخاصة البروتوكول الإنساني، إذ لا إغاثة ولا مساعدات تصل بالشكل المطلوب، وكل ما تم الاتفاق عليه لم يُنفذ على الأرض".
وتابع بالقول: "الخيام التي يفترض أن تؤوي النازحين لم تدخل بعد، وحتى إن وصلت فهي بسيطة جدًا وغير مناسبة للظروف الجوية الصعبة، ومعظم الخيام الحالية بالية وأعاد المواطنون ترميمها بوسائل بدائية".
وقال أبو دية: "نحن أمام مشهد مخيف، فالمنخفض الجوي القادم يحمل أمطارًا قد تتسرب إلى داخل الخيام والمنازل المهدمة التي بالكاد تقف على أعمدتها. الوضع الإنساني صعب جدًا، وهناك خشية حقيقية من الكارثة خلال الساعات المقبلة".
وأشار مراسل راية إلى أن "الخروقات الإسرائيلية لا تتوقف يوميًا، إذ يسقط شهداء وتحدث إصابات باستمرار، وهناك عمليات تدمير ونسف لمنازل المواطنين، خاصة في المناطق الشرقية من رفح وخانيونس ومدينة غزة ودير البلح".
وأضاف: "كل من يقترب من ما يسمى بالمنطقة الصفراء يتم استهدافه مباشرة من قبل طائرات الاحتلال. إنه واقع مركّب وقاسٍ جدًا على المواطنين، وربما القسوة لم تأتِ بعد، فهي قادمة مع الأيام القليلة المقبلة ومع المنخفض الجوي".
وأكد أن "الاحتلال يعيد هندسة التجويع في القطاع، فالمساعدات شبه متوقفة وما يدخل هو بضائع تجارية، بينما أكثر من نصف سكان القطاع لا يملكون القدرة على الشراء. فقط نحو 10% يمكنهم شراء هذه البضائع".

