مؤسسة ياسر عرفات تحيي الذكرى الـ21 لرحيله: كل فلسطيني صامد هو الفائز بالجائزة

أحيت مؤسسة ياسر عرفات الذكرى الحادية والعشرين لرحيل الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، من خلال سلسلة فعاليات وطنية وثقافية امتدت على مدار الأيام الماضية، بمشاركة مؤسسات رسمية وشعبية وشخصيات وطنية.

وفي حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية، أكد الدكتور عودة مشارقة مدير عام مؤسسة ياسر عرفات، أن هذه المناسبة تحمل في طياتها “معاني الوفاء والالتزام بوحدة الشعب الفلسطيني ونهجه الكفاحي الذي أرسى دعائمه القائد المؤسس”.

وقال مشارقة: “هذا هو القائد الأب، الوالد الحنون للشعب الفلسطيني، من القدس إلى غزة إلى الشتات. هو من أسس الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وكان حريصاً دائماً على الوحدة الوطنية وعلى أن يكون الهتاف لفلسطين لا للأشخاص.”

وأضاف أن الشعب الفلسطيني “يحيي هذه الذكرى رغم الظروف القاسية”، مؤكداً أن “ياسر عرفات لم يكن رمزاً فلسطينياً فقط، بل عربياً وعالمياً، ربطته علاقات متينة مع حركات التحرر في العالم، وجعل من فلسطين عنواناً للنضال من أجل الحرية”.

وأشار مشارقة إلى أن أبرز ما يفتقده الفلسطينيون برحيل عرفات هو روح الوحدة الوطنية، قائلاً: “لو كان أبو عمار بيننا اليوم، لعاقبنا جميعاً لأننا تأخرنا كثيراً عن لمّ الشمل الوطني. لقد كان أول من يصل إلى الميدان في الأزمات، وأول من يمدّ يده للمصالحة.”

وأضاف أن القائد الراحل “لم يملك شقة ولا شركة ولا حساباً بنكياً، بل عاش ومات من أجل فلسطين وحدها، وسلم الراية لمن بعده”.

وفي سياق متصل، أعلن مشارقة أن مؤسسة ياسر عرفات قررت هذا العام حجب جائزة الإبداع السنوية للمرة الأولى منذ تأسيسها، موجهاً كل المخصصات المالية واللوجستية نحو دعم الجهود الإغاثية الطارئة في قطاع غزة.

وأوضح قائلاً: “رأت المؤسسة أن الأولوية الآن هي للحفاظ على كرامة شعبنا، وعلى المرأة الفلسطينية التي تركت أبناءها وزوجها الشهيد لتبحث عن كيس دقيق. لذلك، كل فلسطيني صامد وثابت على هذه الأرض هو الفائز الحقيقي بجائزة هذا العام.”

وفي المقابل، استحدثت المؤسسة جائزة جديدة للأبحاث والدراسات تحمل اسم “جائزة ياسر عرفات للأبحاث”، وتستهدف فئة الشباب في الجامعات الفلسطينية من مستويات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.

وبيّن أن الجائزة “تركز على الأبحاث التي تخدم الواقع الفلسطيني وتوثق التجربة الوطنية”، مشيراً إلى أن لجنة تحكيم متخصصة من أساتذة الجامعات الفلسطينية ستعلن قريباً عن الفائزين الثلاثة، حيث سيحصل الفائز الأول على 2500 دولار، والثاني على 1500 دولار، والثالث على 1000 دولار.

وختم مشارقة بالقول: “نحافظ على قيم جوائزنا ليس فقط في بعدها المادي، بل في بعدها الأكاديمي والعلمي والوطني. نريد من شبابنا أن يبدعوا، أن يكتبوا، وأن يواصلوا الطريق الذي بدأه القائد أبو عمار نحو الحرية والاستقلال.”