"عليك أن تحيا" أنطولوجيا شعرية لأربعة وثلاثين شاعرا فلسطينيا تصدر في أمريكا
صدرت في الولايات المتحدة الأمريكية أنطولوجيا شعرية لأربعة وثلاثين شاعرا فلسطينيا من غزة والضفة الغربية، حملت عنوان: You Must Live: New Poetry from Palestine.
صدرت الأنطولوجيا عن دار النشر العالمية المعروفة Copper Canyon Press، بصحبة فريق من المحررين والمصممين منهم: ميشيل ويجرز، ياماغوتشي كلاريتتا، هوسلي إيريكا، ومينا جراهام، وقد ترجم القصائد وحررها تيسير أبو عودة، والشاعرة شيرا بلور، بمساعدة جوري جراهام، الحاصلة على جائزة بوليتزر، وهي من أعلى الجوائز الأدبية في الولايات المتحدة.
وكما جاء في بيان الصدور، فإن القصائد كتبت بحبر المأساة والذاكرة والحب والحياة اليومية والهامشي وعبقرية اللغة؛ وحكايات أبطالها أهل فلسطين وشعبها العظيم الذي يؤمن بثقافة الحياة والعيش بكرامة. شكرا لكل شعراء غزة ورام الله الذين قالوا للعالم "من يكتب حكايته يرث أرض الكلام ويملك المعنى تماما".
والشعراء المشاركون في الأنطولوجيا حسب الترتيب الأبجدي هم: آلاء القطراوي، أمل أبو قمر، أنيس غنيمة، جبر شعث، جواد العقاد، حامد عاشور، حيدر الغزالي، خالد جمعة، خالد شاهين، سليمان الحزين، شجاع الصفدي، طارق العربي، عثمان حسين، علاء الغول، غسان زقطان، فداء زياد، كفاح الغصين، ماهر المقوسي، محمد الخطيب، مريم قوّش، مصعب أبو توهة، ناصر رباح، ناصر عطالله، نبال خليل، نضال الفقعاوي، نعمة حسن، هاشم شلولة، هلا الشروف، هنا العمصي، هند جودة، وليد العقاد، ياسر الوقاد، يحيى عاشور، يسرى الخطيب.
ونظرا لأهمية هذا الإصدار فقد كتبت مجموعة من المراجعات النقدية حوله، فقد كتب أوشن فونغ: "شعاع نور من ديوان في ساعاتنا المظلمة. نجح هؤلاء الشعراء في تحقيق ما يبدو مستحيلاً: بناء عقد لغوية تؤكد الحياة، لكنها جريئة، وسط أنقاض عالمنا وخيالنا. هذا عملٌ بارز، مركزٌ تزدهر منه طرقٌ جديدةٌ لا تُحصى للتفكير والوجود".
أما نعومي شهاب ناي: "أنحني. في حزنٍ وامتنان. أشعر بامتنانٍ وامتنانٍ كبيرين للعمل الجبار الذي قام به تيسير أبو عودة وشراح بلور، بالإضافة إلى دار نشر كوبر كانيون، في خلق هذا التجمع الشامل لأصواتٍ غزيةٍ وضفةٍ غربيةٍ بارزة، وكتابة مقدمةٍ سياقيةٍ بليغة. بعد سنواتٍ من الحزن الشديد والتجاهل المُذهل، تُمثل هذه الديوان بعضًا مما فُقد - الأحياء؛ والوعي المُحبّ الرائع؛ والمجتمع الفخور والمتواضع؛ والشجاعة المُنتصرة لبشرٍ أعزاء، عائلاتٍ مثلك ومثلي، لم تتوقف عن الكلام والغناء. هنا في... الولايات المتحدة الأمريكية، نحزن، نبكي، ونشعر بالغضب من الدور الذي اختارته بلادنا في هذه الكارثة، ولا نفهم إلا القليل مما يفعله البشر ببعضهم البعض. ولكن نأمل أن نفهم جميعًا هذا - تكريم قصص الآخرين وحياتهم. إليكم أبياتهم التي كانت بمثابة مجاديف لمساعدتهم على تجاوز أسوأ أيام يمكن لأي منا تخيلها. يجب أن يكون هذا الكتاب قراءة إلزامية لكل إنسان، وخاصة أولئك الذين ساهموا في هذه الكارثة. إنه يشهد على جمال غزة وحبها. ونأمل أن يجد أيضًا الطلاب الشباب الشرفاء حول العالم الذين أخذوا على عاتقهم الدفاع عن العدالة والمساواة وإنهاء الاحتلال والقمع. هذا الكتاب انتصار بعد كارثة مستمرة.
وكتب رشيد الخالدي: "على كل من لديه ذرة من الإنسانية في مواجهة ما يحدث في فلسطين أن يقرأ هذه المجموعة الشعرية المتميزة. هذه الكلمات المنبعثة من بين أنقاض غزة ومن الدمار في الضفة الغربية لها وقع فوري متوهج، وغضب متقد، وحزن على ما فُقد، وإحساس حي بالزمان والمكان، والذي، على مدى..." بعض هؤلاء الشعراء، هو تسجيلٌ لآخر لحظات حياتهم. من المستحيل قراءة هذه القصائد دون أن تتأثر، ومن المستحيل ألا تشعر بالرهبة لشجاعتهم، ومن المستحيل ألا تشاركهم مزيج الغضب والحزن. كأعظم شعر حرب، وأكثر من أي صورة أو فيديو أو تقرير، تنقل كلمات هؤلاء الشعراء هول الحياة تحت الحصار. كتب عمر العقاد: "يومًا ما، سيقف الجميع ضد هذا". وحين يأتي ذلك اليوم، ستبقى هذه المجموعة نصبًا تذكاريًا متألقًا للشعراء الذين كتبوا في ظروفٍ لا تُصدق خلال العصر المظلم الذي نعيشه، عندما لم يكن عددنا كافيًا لإيقافه."
وجاء في مراجعة كارولين فورشيه: "يجمع كتاب "يجب أن تعيش" فنًا وصيًا أُلف بأعجوبة، في خضم الإبادة الجماعية، من قِبل شعراء تكبدوا خسائر فادحة، لا يزال معظمهم بين أنقاض غزة، ناجين الآن على شفا المجاعة، لكنهم يحملون أقلامهم، على نهج الوقوف العريق. على الأطلال، واقفًا على أنقاض الحبيب. هذه غزة، كما رواها الشعراء الذين "يغنون للحرب ليناموا" في القصائد والمقطوعات القصيرة، وقصائد النثر والتأملات، على إيقاعات أسلافهم البحرية، على أمل "إقناع الموتى بأنهم ما زالوا أحياء" بين شعب "ينام في الخيام. أضعف من الغيوم". هذه القصائد ومضات في ظلام دامس، هنا لترشدنا إلى طريق العودة إلى إنسانيتنا.
وعن إيليا كامينسكي ننقل: "هل ما زال الشعر العظيم ممكنًا في القرن الحادي والعشرين؟ افتح هذا الكتاب واقرأ قصيدة "حفار القبور" لخالد جمعة، المكتوبة عام ٢٠٢٤ - وستجد إجابتك، وهي نعم. هذا الكتاب مليء بقصائد ذات إلحاح شديد، قصائد تمنحنا الحكمة، وسط الدمار، ورغم الدمار: "أطفال عائلة البكر. / لا أجدهم يركضون في الشوارع. / لا أجدهم على شاطئ غزة. / فقط هنا ما زالوا يركضون، داخل صورهم"، يكتب يحيى عاشور. هذه القصائد مذهلة - ليس فقط لأنها تتحدث من مكان قصفته الأسلحة التي زودتنا بها بلادنا بينما كنا نشاهد - ولكن لأن الأصوات التي ترتفع في هذه الكلمات لا تُنسى وموهوبة بشكل لا يصدق. الكثير من الحب في هذه المراثي، الكثير من القوة. يذهب رهبتي وامتناني بشكل خاص إلى المترجمين لهذه النسخ الإنجليزية الحية والمقنعة. ذات مرة في منتصف القرن العشرين، اعتقدت آنا أخماتوفا أن الشعراء يتحدثون مع بعضهم البعض عبر الزمان والجغرافيا، حتى لو كانوا لا يعرفون لغات بعضهم البعض. أطلقت على هذا "مراسلات في الهواء". هذا الكتاب زاخرٌ بمثل هذه المراسلات، فالصدى يجعل جرائم التاريخ أشدّ فظاعةً لنا، واللفتة الشعرية أكثر وضوحًا.

