خاص| جامعة بيرزيت تطلق الصالون السياسي “فلسطين 2035”: مقاربات جديدة لاستشراف مستقبل القضية الفلسطينية

في ظل التحولات السياسية التي تعصف بالمنطقة بعد حرب الإبادة في غزة، تعلن جامعة بيرزيت عن إطلاق الصالون السياسي "فلسطين 2035"، كمنصة حوارية فكرية مفتوحة تهدف إلى مناقشة مستقبل القضية الفلسطينية خلال السنوات العشر المقبلة، واستشراف التحولات الإقليمية والدولية المرتبطة بها.

الصالون الذي تشرف عليه دائرة العلوم السياسية وبرنامج الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية والأمن العالمي، يأتي تأكيدًا على دور الجامعة كمنارة للفكر والبحث وصاحبة حضور فاعل في النقاش العام والسياسات الوطنية.

قال الدكتور هاني موسى، رئيس دائرة العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، في حديث خاص لـ"رايـة"، إن "فكرة الصالون السياسي جاءت بعد عامين من حرب الإبادة الجماعية في غزة، وبعد التحولات الكبرى التي شهدتها القضية الفلسطينية، إذ لم يعد مقبولًا أن تبقى النقاشات الأكاديمية حبيسة الجدران أو مقتصرة على القاعات الجامعية".

وأضاف: "آن الأوان أن ننفتح كجامعة وكدائرة علوم سياسية على الفضاء العام، وأن نساهم في رسم السياسات وتوجيه القرار، فالجامعات هي المطبخ السياسي الذي تتشكل فيه الأفكار وتصاغ فيه الرؤى وتناقش فيه القضايا الوطنية".

وأوضح موسى أن "الصالون السياسي الذي سيتم إطلاقه يوم الثلاثاء، هو تجمع فكري حواري مفتوح يستهدف نقاش مقاربات جديدة وتقديم رؤى مغايرة، بعيدًا عن المقاربات التقليدية التي اعتدناها في السنوات الماضية".

وأكد أن "الصالون ليس فعالية عابرة، بل منصة حوارية مستدامة تُعقد شهريًا على مدار العام الأكاديمي، ويشارك فيها نخبة من الأكاديميين والسياسيين والخبراء في المجالات السياسية، القانونية والاقتصادية، لمناقشة قضايا الوطن وتصور مستقبله حتى عام 2035".

وأشار موسى إلى أن "الصالون يهدف إلى استشراف موقع القضية الفلسطينية في السنوات المقبلة، وإلى تعويض غياب الدراسات الاستشرافية التي تقيّم مستقبل فلسطين وتؤثر على طبيعة التخطيط وبناء الرؤى السياسية".

وقال: "لاحظنا خلال العامين الأخيرين غياب التحليلات بعيدة المدى التي تتناول موقع القضية الفلسطينية في العلاقات الدولية، خصوصًا بعد السابع من أكتوبر، ما استدعى منا إعادة النظر في أدوات دراسة القضية وفهمها وإدارتها".

وأضاف موسى أن "الصالون سيساهم في تشجيع الباحثين الشباب على تقديم أوراق وأبحاث وتحليلات جديدة في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب برامج أخرى استحدثتها الدائرة مثل برنامج المناظرات الفصلية في الشأن العام، والبرنامج التدريبي للباحثين الشباب".

وتابع: "لدينا رؤية شاملة لتفعيل دور الجامعة في الحياة العامة، ودور دائرة العلوم السياسية في دعم النقاش الوطني وتشجيع المشاركة الأكاديمية في القضايا المصيرية".

ووجّه موسى دعوة مفتوحة من خلال راية للمشاركين والمهتمين لحضور افتتاح الصالون السياسي “فلسطين 2035” غدًا الثلاثاء الساعة 11 صباحًا في جامعة بيرزيت، موضحًا أن الدعوة موجهة بشكل خاص لخريجي العلوم السياسية والعلاقات الدولية والدبلوماسية.

وكشف رئيس دائرة العلوم السياسية أن الجلسة الافتتاحية ستضم نخبة من الشخصيات الوطنية والأكاديمية، بينهم الدكتور عاصم خليل نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، والدكتورة لورد حبش عميدة كلية الحقوق والإدارة العامة، والأستاذ نبيل عمرو وزير الإعلام الأسبق، والأستاذ بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، والدكتور باسم الزبيدي أستاذ العلوم السياسية في الجامعة.