خاص| خطر إنساني وشيك يهدد أهالي غزة مع اقتراب الشتاء
خاص - راية
حذر الدكتور محمد المغير، مدير الإمداد في الدفاع المدني بقطاع غزة، من أن آلاف النازحين في القطاع يواجهون شتاءً قاسياً دون مأوى أو تجهيزات كافية، في ظل الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية على البنية التحتية ومرافق الخدمات الأساسية.
وقال المغير في حديثه عبر إذاعة "راية" إنّ “الظروف صعبة وقاسية جداً، فالخيام والشوادر التي تؤوي المواطنين متهالكة، ومعظم النازحين يعيشون في مناطق رملية ومنخفضة، ما يجعلها عرضة للغرق مع أول هطول للأمطار”.
وأوضح أن طواقم الدفاع المدني تعمل على إعادة ترتيب ملف المضخات وتجهيز فرق الاستجابة السريعة لمواجهة الأمطار والسيول المتوقعة، مشيراً إلى وجود مناطق خطرة عديدة مثل حي الأمل في خانيونس، ووادي غزة، ودير البلح، ومناطق الساحل الغربي لمدينة غزة، حيث يواجه أكثر من 100 ألف نازح خطر الغرق المباشر.
وأضاف المغير أن الاحتلال الإسرائيلي دمّر خلال الحرب أكثر من 25 مضخة مياه كانت تُستخدم في عمليات الطوارئ، كما تسبب في تدمير متعمّد للبنية التحتية من شبكات مياه وصرف صحي، ما زاد من صعوبة تصريف مياه الأمطار وارتفاع منسوبها في الأحياء السكنية.
وأشار إلى أن الدفاع المدني يحتاج بشكل عاجل إلى مضخات جديدة، ووقود لتشغيل آليات الطوارئ، ومعدات لردم الحفر وتسوية الأراضي بهدف إقامة حواجز رملية تحد من تدفق المياه إلى المناطق السكنية.
كما أوضح أن العديد من المناطق لا يمكن الوصول إليها بسبب الركام وإغلاق الطرق، وأن هناك مناطق مصنفة “بالخط الأصفر” يمنع الاحتلال دخولها إلا بتنسيق مسبق، مما يعقّد عمليات الإنقاذ وانتشال جثامين الشهداء.
وقال المغير إن فرق الدفاع المدني تحاول التنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتوفير المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الأنقاض وانتشال الجثامين من تحت الركام، مشيراً إلى أن الجهود تُبذل رغم نقص الإمكانات وانعدام الوقود.
وختم المغير حديثه بالتأكيد على أن تحسين سبل العيش أصبح مطلباً عاجلاً، داعياً المؤسسات الإنسانية إلى توفير الخيام والكونتينرات السكنية بشكل فوري، وإعادة تأهيل شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، لضمان الحد الأدنى من مقومات الحياة للنازحين في قطاع غزة.
