أميرة سليمان… جرح لا يلتئم: بين الألم والرجاء بالعلاج
زكريا المدهون/ غزة – خانيونس
تعيش الشابة الفلسطينية أميرة رائد سليمان مأساة إنسانية مؤلمة بعد إصابتها بطلق ناري من قوات الاحتلال خلال الحرب الأخيرة، ما تسبب في قطع ثلاثة أعصاب طرفية وسقوط كامل لوظائف يدها اليمنى، بينما استقر الطلق في الجهة اليسرى من صدرها.
وخضعت أميرة لسلسلة من العمليات الجراحية داخل مستشفى ناصر الطبي بمدينة خانيونس، إلا أن جسدها رفض الأسياخ المعدنية (البلاتين) المستخدمة لتثبيت العظام، ما فاقم من تعقيد حالتها الصحية، وأثار مخاوف الأطباء من فقدان دائم لوظائف يدها.
أميرة، التي كانت طالبة تمريض أنهت عامها الدراسي الأول، كانت تحلم بأن تساعد المرضى وتشرف على رعايتهم في المستشفيات. لكنّ الحلم توقف فجأة مع إصابتها، وأصبح مصير دراستها ومستقبلها العلمي مجهولًا في ظل حالتها الصحية الصعبة وعدم توفر العلاج اللازم داخل غزة.

وفي مقابلة داخل خيمتها المؤقتة، وجهت أميرة نداءً عاجلًا إلى الرئيس محمود عباس، ونائب الرئيس حسين الشيخ، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الصحة، ومنظمة الصحة العالمية، طالبة تحويلة طبية عاجلة للعلاج خارج غزة.
وقالت بصوت متهدج: “كل يوم يمر يزيد من تعقيد حالتي ويقلل فرصتي في الشفاء. أريد فرصة للعيش بشكل طبيعي واستعادة يدي".
وبدموعٍ لم تتوقف، تحدثت والدتها قائلة: "يا رب، لماذا ابنتي؟ كل يوم يمرّ عليها كالعمر كله من الألم. يداها لا تتحرك، وأنا عاجزة عن مساعدتها. أرجو كل مسؤول وكل إنسان يسمعنا: أنقذوا ابنتي قبل فوات الأوان… أريدها أن تعيش شبابها بلا ألم".

وأكد الأطباء أن أميرة تحتاج إلى تدخل جراحي تخصصي معقّد لا يتوفر داخل مستشفيات القطاع بسبب نقص الإمكانات والأجهزة الطبية الناتج عن الحصار المستمر، مشيرين إلى أن حالتها قابلة للتحسن إذا تم نقلها بسرعة للعلاج خارج غزة.
ويعاني القطاع الصحي في غزة من أزمة حادة في الأدوية والمعدات، وفق تقارير وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية، وسط عجز متزايد عن تلبية احتياجات آلاف الجرحى الذين يحتاجون إلى تحويلات عاجلة للعلاج بالخارج.
قصة أميرة ليست إلا صدى لآلاف القصص الفلسطينية الموجعة، حيث يقف الألم والأمل في مواجهة قاسية، بانتظار لحظة رحمة تُعيد الحياة إلى يدٍ فقدت قدرتها على العطاء… وإلى حلمٍ توقّف عند حدود الألم.



