خاص| نزع سلاح "حماس".. ذريعة إسرائيلية جديدة لإدامة السيطرة على غزة
في الوقت الذي تتواصل فيه التحركات الإقليمية والدولية بشأن مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، تبرز قضية "نزع سلاح حماس" كواحدة من أكثر الملفات حساسيةً في المشهد السياسي. وبينما تروّج إسرائيل لهذا الشرط كمدخل لإعادة الإعمار، يرى محللون أن الأمر لا يعدو كونه ذريعة لإطالة أمد السيطرة الإسرائيلية على القطاع ومنع أي تحول سياسي أو ميداني حقيقي.
قال الباحث والمحلل في الشأن الإسرائيلي فارس السرفندي إن الحديث الإسرائيلي عن "نزع سلاح حماس" ليس سوى ذريعة للإبقاء على الوضع القائم في قطاع غزة لفترة طويلة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسعى لتكرار التجربة اللبنانية، من خلال السيطرة الجزئية والمستمرة على القطاع تحت عنوان الأمن ونزع السلاح.
وأوضح السرفندي في حديث خاص لـ"رايـــة" أن "كل ما يجري من نقاش حول نزع سلاح حماس أو ربط الإعمار به ليس سوى مبرر لإبقاء الأمور كما هي"، مضيفًا أن "التجربة اللبنانية حاضرة بقوة، إذ ما حدث في لبنان بعد اتفاق وقف النار يشبه إلى حد كبير ما يجري الحديث عنه اليوم في غزة".
وقال: "اتفاق لبنان كان ينص على نزع سلاح حزب الله مقابل انسحاب إسرائيل من الجنوب، لكن الحزب أعاد تموضعه قبل تنفيذ عملية نزع السلاح، وإسرائيل استغلت ذلك لتبرير بقائها في الجنوب وارتكاب خروقات متكررة دون العودة إلى الحرب".
وأضاف السرفندي: "اليوم نرى النموذج ذاته يُعاد في غزة. إسرائيل تريد الحفاظ على الخط الأصفر الذي رسمته وفق الخطة الأمريكية والاتفاق الموقع في بشر الشيخ، وهذا ما أكده نتنياهو نفسه عندما قال في الكنيست إن إسرائيل تسيطر على 53% من قطاع غزة".
وأشار إلى أن "الذريعة المركزية التي تعتمدها إسرائيل الآن هي نزع سلاح حماس، لكنها تعلم جيدًا أن الحركة لن تسلم سلاحها، وبالتالي ستواصل تل أبيب استخدام هذا المبرر للإبقاء على الوضع القائم، بما في ذلك إغلاق معبر رفح ومنع إدخال المساعدات أو تقليصها".
وتابع السرفندي: "أفضل وضع بالنسبة لإسرائيل ولبنيامين نتنياهو هو بقاء الحال على ما هو عليه في غزة".
وفي ما يتعلق بتأثير ربط إعادة الإعمار بنزع سلاح حماس، قال السرفندي: "كل خطوة في المرحلة المقبلة مربوطة بهذه الذريعة، من إعادة الإعمار إلى إرسال المساعدات وانسحاب الجيش الإسرائيلي، رغم أن الأمريكيين والإسرائيليين يعرفون أن ذلك لن يحدث".
وأضاف: "حتى الآن لا يوجد تعريف واضح لماهية السلاح المطلوب نزعه من حماس. وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق آفي أشكنازي قال قبل أيام إنهم لا يعرفون ما هو السلاح المقصود. السلاح الهجومي لم يتبقَّ منه أكثر من 10%، وحماس لم يعد بحوزتها صواريخ أو مضادات متطورة، وما تبقى هو السلاح الفردي وقاذفات محلية الصنع مثل (الياسين)".
وتابع السرفندي أن "الموقف الأمريكي أيضًا متقلب؛ فمرة يتحدثون عن ترك إدارة غزة لحماس لفترة، ومرة أخرى يلمحون إلى ضرورة تحجيمها، وهذا يعكس غياب رؤية واضحة لديهم".