خاص | الخط الأصفر في غزة.. نقطة انسحاب مؤقت أم حدود دائمة؟
أكد الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات أن ما يسمى بـ"الخط الأصفر" الذي أمر وزير الحرب الإسرائيلي برسمه في قطاع غزة يمثل خطوة ضمن مخطط إسرائيلي لتثبيت منطقة نفوذ أمني دائمة تحت السيطرة العسكرية، في محاولة لإعادة صياغة قواعد الاشتباك وفرض وقائع جديدة على الأرض.
وأوضح عبيدات في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أن هذا المخطط يأتي في إطار سياسة إسرائيلية قديمة–جديدة تُعرف بـ"المعركة بين حربين"، والتي تمنح جيش الاحتلال الحق في تنفيذ عمليات قصف وتدمير في سوريا ولبنان وغزة من دون أن تواجه برد مباشر من الأطراف المقابلة، سواء كانت الجيوش النظامية أو فصائل المقاومة.
وأشار إلى أن "الخط الأصفر" يُعد إجراءً ميدانياً لتكريس سيطرة الاحتلال على مناطق داخل قطاع غزة، بحيث تُعتبر "منطقة أمنية إسرائيلية" مشابهة لتلك التي أقامتها إسرائيل سابقاً في جنوب لبنان وجنوب سوريا، مؤكداً أن أي اقتراب فلسطيني من هذه المناطق يُواجَه بالقتل المباشر.
وأضاف عبيدات أن إسرائيل تربط استمرار انسحابها من القطاع بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية، في حين تؤكد الفصائل أن قضية السلاح لا يمكن بحثها إلا بعد قيام دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبيّن أن إسرائيل تسيطر حالياً على نحو 50% من مساحة قطاع غزة، وتسعى لتثبيت هذه السيطرة ميدانياً إلى حين الوصول إلى ما تسميه "المرحلة الثانية"، والتي تعتبرها مرحلة أكثر تعقيداً تتعلق بمستقبل القطاع سياسياً وأمنياً.
وختم عبيدات بالقول إن المخطط الإسرائيلي يهدف لربط أمن مستوطنات غلاف غزة ببقاء الاحتلال في أجزاء من القطاع، مشيراً إلى أن هذا التوجه قد يجعل "الخط الأصفر" مقدمة لترسيم حدود أمنية مؤقتة تتحول إلى دائمة ما لم يواجه بموقف فلسطيني موحد وضغط دولي حقيقي.
