خاص| جرحى غزة يواجهون الموت والقطاع الصحي على حاله

حذّر مدير جمعية العودة الصحية والمجتمعية، رافت مجدلاوي، من أن المنظومة الصحية في قطاع غزة تعيش حالة "انهيار شامل" بعد أكثر من عامين من حرب الإبادة، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يمنع دخول الإمدادات الطبية والإنسانية، ما يهدد حياة آلاف الجرحى والمرضى.

وقال مجدلاوي في حديث خاص لــ"رايــة" إن الواقع الإنساني في القطاع لا يزال كارثيًا رغم توقف القصف، مؤكدًا أن العدوان على غزة "لم يتوقف، بل تغيّرت أدواته".

قال رأفت مجدلاوي، مدير جمعية العودة الصحية والمجتمعية، في حديث خاص لراية، إن "الاحتلال والعدوان ما زالا مستمرين على قطاع غزة، والقيود لا تزال مفروضة على وصول الإمدادات الطبية إلى القطاع، سواء كانت طبية أو غير طبية، وهي ضرورية لعمل المنظومة الصحية".

وأضاف أن "المستهلكات والمستلزمات والأدوية والأجهزة الطبية وأنظمة الطاقة الشمسية والزيوت وكافة المواد اللازمة للمستشفيات لا يُسمح بدخول أكثر من 15% منها في أفضل التقديرات"، مبينًا أن "المنظومة الصحية في غزة أصبحت شبه مدمّرة".

وأوضح مجدلاوي أن "من أصل 35 مستشفى، لا يعمل بشكل كامل سوى سبعة فقط، فيما تم تدمير جزء كبير من المستشفيات كليًا أو جزئيًا، ما جعلها غير قادرة على العمل".

وأكد أن "تجاوز هذه الأزمة يتطلب إجلاءً طبيًا عاجلًا لأكثر من 15 ألف مريض من القطاع، وتوفير الدواء والعلاج لما يزيد عن 350 ألف مريض مزمن، بالإضافة إلى إرسال مستشفيات ميدانية مجهزة بالطواقم البشرية والمستلزمات الطبية، ودعم المستشفيات السبعة المتبقية بالمستلزمات اللازمة وتوسيع خدماتها لتتحمل العبء الطبي القائم".

وشدّد على أن "المنظومة الصحية في غزة لا يمكن أن تتعافى إلا من خلال إعادة إعمارها من جديد"، مضيفًا أن "الواقع لم يتغير سوى بانخفاض صوت القصف، لكن العدوان على القطاع الصحي ما زال مستمرًا بأشكال أخرى".

وفيما يتعلق بأوضاع النازحين، قال مجدلاوي في حديث خاص لراية إن "أكثر من 85% من سكان غزة فقدوا منازلهم نتيجة حرب الإبادة التي استمرت لأكثر من عامين، فيما يعيش عشرات الآلاف دون مأوى أو خدمات أساسية".

وأضاف أن "الحديث عن السماح بعودة المواطنين إلى شمال القطاع هو طرح غير موضوعي، فمعظم شمال غزة مدمّر بالكامل، والسماح بالعودة إلى مناطق الركام هو بمثابة حرب جديدة ستعاني منها العائلات الفلسطينية".

وأشار إلى أن "نحو 40% من قطاع غزة ما زال تحت الاحتلال المباشر، وهناك مناطق يُمنع على السكان الوصول إليها، سواء في الشرق أو الشمال أو الجنوب"، لافتًا إلى أن "الوضع الإنساني في مراكز الإيواء يحتاج إلى معالجة عاجلة".

وأكد مجدلاوي على "ضرورة إنشاء مراكز إيواء كبيرة مجهزة بالبنية التحتية المناسبة، بما يشمل شبكات الصرف الصحي والمياه، وضمان استمرار العملية التعليمية والخدمات الصحية لسكان تلك المراكز"، معتبرًا أن "هذا هو الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية التي يجب الحفاظ عليها".

وأضاف: "أما أن يُترك الناس بين الركام دون مأوى أو مياه نظيفة أو أبسط مقومات الحياة، فهذا يعني أن العدوان ما زال مستمرًا، وأن المأساة لم تنته بعد."