وزارة شؤون المرأة ومؤسسة ياسر عرفات تنظمان ندوة حول الدور القيادي للمرأة الفلسطينية

في ظل اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية، وتحت مظلة إعلان القدس عاصمة المرأة العربية لعام 2025، نظمت مؤسسة ياسر عرفات ووزارة شؤون المرأة ندوة بعنوان "الدور القيادي للمرأة الفلسطينية: استعراض الواقع واستشراف آفاق التمكين وتعزيز الصمود وفرص الوصول إلى العدالة"، وذلك في مقر متحف ياسر عرفات بمدينة رام الله.
وجاءت الندوة بمشاركة عدد من الشخصيات الوطنية والدبلوماسية وممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية، وناقشت محاور تتصل بدور المرأة في الحركة الوطنية الفلسطينية، وانعكاسات العدوان الإسرائيلي على النساء، وسبل تمكينهن وتعزيز حضورهن في مواقع القيادة وصنع القرار. وتضمنت الندوة جلسات متعددة حيث سلطت الجلسة الاولى الضوء على الدور القيادي للمرأة في الحركة الوطنية وأدار الجلسة د. عودة مشاركة، والجلسة الثانية حول التحديات المجتمعية وأوجه المعالجة وأدارها د. حنا نخلة، وفي الختام جلسة حول المرجعيات القانونية والحقوقية المحلية والدولية المعززة لدور المرأة.
وأكدت وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي أن المرأة الفلسطينية تواجه واحدة من أصعب المراحل في تاريخها، حيث تتكثف المأساة الإنسانية في وجهها وتتحمل عبء الصمود الوطني والاجتماعي، مشيرة إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لم يكن عسكريًاً فحسب، بل عدواناً شاملاً على الحياة الفلسطينية بكل تفاصيلها، وكانت المرأة في قلب الاستهداف والمعاناة.
وبينت الوزيرة الخليلي أن وزارة شؤون المرأة أعلنت عن الخطة الوطنية الطارئة لدعم النساء والفتيات في مرحلة ما بعد العدوان، والتي ترأسها الوزارة وتضم في عضويتها المؤسسات النسوية والأهلية والحقوقية ذات الاختصاص، وتشكل الخطة إطاراً وطنياً عاجلاً للتعافي والحماية والتمكين. وتهدف الخطة إلى توحيد الجهود وتنسيق الاستجابة الوطنية والدولية، ووضع المرأة الفلسطينية في مركز أولويات إعادة الإعمار، وصولًا إلى رؤية وطنية قوامها: امرأة فلسطينية آمنة، مُمكَّنة، وشريكة في إعادة بناء الوطن.
وأكدت الوزيرة الخليلي في ختام كلمتها أن تمكين المرأة الفلسطينية اليوم هو حجر الأساس لتعافي فلسطين غدًا، مشددة على أن الصمت على معاناة النساء هو مشاركة ضمنية في الجريمة، أما المساءلة فهي الخطوة الأولى نحو تحقيق العدالة.
وأكد د. أحمد صبح أن هذه الندوة تأتي استكمالًا للدور الوطني والاجتماعي الذي تقوم به المرأة في مختلف مواقع الحياة الفلسطينية. وأشار د. صبح إلى أن هذه الشراكة تعكس التزام جميع الأطراف المعنية بدعم النساء وتعزيز مشاركتهن في صنع القرار، وتقدير دورهن الحيوي في المجتمع الفلسطيني مشيداً بالدور البطولي للمرأة في قطاع غزة وفي مخيمات شمال الضفة، مؤكداً أن تكريم هذه النساء واجب على المجتمع الفلسطيني، ويستحقن كل احترام وتقدير لما حملنه من مسؤولية وطنية وإنسانية على مدار سنوات النضال والمقاومة
ومن جانبها شددت دلال سلامة عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينة على تداعيات العدوان الإسرائيلي على النساء الفلسطينيات، بما في ذلك النزوح، وغياب المسكن الآمن، وأمن الغذاء والمياه، وانعدام الخصوصية والرعاية الصحية، إلى جانب الاستهداف الممنهج والمستمر للمرأة. وأكدت أن المرأة الفلسطينية تمثل نموذجاً استثنائياً في العزيمة والصمود، مشيرة إلى العوامل التي ساهمت في تشكيل هويتها وشخصيتها، بدءً من السياق التاريخي للقضية الفلسطينية، مروراً بالنضالات الوطنية، والنكبات المتتالية، وتأطير العمل النسوي، وصولاً إلى الانخراط الفعلي للمرأة في جميع النضالات الحقوقية والاجتماعية والسياسية. وشددت على أن الأبعاد الاجتماعية والثقافية والسياسية والحقوقية لعبت دوراً محورياً في تشكيل هوية المرأة الفلسطينية، مؤكدةً أهمية العمل المستمر على تطوير الوعي، باعتباره عاملاً أساسياً في بلورة شخصية المرأة.
من جهتها أكدت ماجدة المصري نائبة رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية على اهمية القيادات النسوية الفلسطينية التي نشأت في بيئة مناضلة واكتسبت مواقعها نتيجة لمكتسباتها النضالية، ولعبت المرأة دورا بارزا في جميع اشكال النضال الوطني والاجتماعي وقدرت على الربط بينهما. واشارت الى التحديات الكبيرة التي تواجه الحالة الفلسطينية بما فيها العدوان المستمر والاستيطان وحرب الابادة والانقسام، مؤكدة ضرورة التنسيق بين مختلف مكونات الحركة النسوية.
وشددت على اهمية تكثيف الجهود الدولية من خلال الضغط والمناصرة ومساءلة اسرائيل ورصد الانتهاكات وتقديم التقارير للجهات المختصة، ودور القيادات النسوية في تصميم ومتابعة برامج الاغاثة والتعافي واعادة الاعمار واستثمار خبراتها لدعم تنفيذ الخطط.
كما اكدت على استمرار الحوار مع وزارة شؤون المرأة ومشاركة النساء في جهود المصالحة الوطنية لضمان الوحدة الوطنية وتعزيز العدالة المجتمعية، مؤكدة ان الشراكة الحقيقية بين جميع الائتلافات والمؤسسات النسوية هي الطريق الامثل لدعم هذه الجهود.
وأكد البيان الختامي للندوة على الدور الوطني الرائد للمرأة الفلسطينية، داعياً إلى البناء على الاستحقاقات الوطنية والدولية، وتعزيز صمود النساء في مواجهة العدوان، ودعم مشاركتهن في جهود التعافي وإعادة الإعمار.
وشدد على أهمية التعبئة والمناصرة الدولية لتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية وتحقيق المساءلة، وتمكين المرأة للوصول إلى مواقع القيادة وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص، وتعزيز ثقافة المساواة بين الجنسين، وتوفير حق النساء في الموارد الاقتصادية والترشح والعمل الديمقراطي، ومراجعة القوانين بما يضمن العدالة والمساواة. كما دعا البيان إلى مواصلة عقد الندوات وورش العمل الداعمة للمرأة الفلسطينية لضمان مجتمع متماسك وقادر على النهوض وتحقيق الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.