"مدى": مقتل الصحفي "الجعفراوي" جريمة خطيرة تتطلب تحقيقا عاجلا ومحاسبة الفاعلين

في سياق التصاعد المستمر للعنف الذي يشهده قطاع غزة، يعرب المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) عن أشد الاستنكار والإدانة لجريمة قتل الصحفي صالح عامر الجعفراوي (27 عاما) في مدينة غزة مساء يوم أمس الأحد، في جريمة مروعة تمس بشكل مباشر حرية الصحافة وحق المواطنين في المعرفة، ما يطرح تساؤلات جدية حول مدى توفر الحماية الممنوحة للصحفيين في أوقات الأزمات.

ووفقا لتحقيقات الباحث الميداني لمركز "مدى" تواجد الصحفي الجعفراوي في حيي "تل الهوى" و"الصبرة" جنوب مدينة غزة لإعداد تقرير صحفي حول حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال، حين استشهد برصاص مجموعات مسلحة كانت تشتبك مع عناصر الأمن.

إن استهداف الصحفيين بهذا الشكل الوحشي لا يعد اعتداء على أفراد بل هو اعتداء صارخا على القيم الإنسانية، وعلى حرية الرأي والتعبير، ويمثل اعتداء على الإعلام الحر، ويعكس حالة الانفلات الخطيرة التي تهدد السلم الأهلي وأمن المجتمع في قطاع غزة.

يطالب مركز "مدى" الجهات المختصة في قطاع غزة بفتح تحقيق فوري عاجل مستقل وشفاف في هذه الجريمة، وملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة دون أي تأخير، لضمان عدم إفلات أي طرف من العقاب، ويحذر من أن الصمت أو التراخي في محاسبة مرتكبي مثل هذه الجرائم يزيد من المناخ المنهك الذي تعمل فيه الصحافة ويساهم في استباحة العنف.

كما يطالب "مدى" بتوفير الحماية اللازمة للصحفيين والإعلاميين أثناء تأديتهم واجبهم المهني، وإجبار جميع الأطراف على احترام حق الصحفيين/ات في العمل دون خوف أو تهديد، ووقف كل أشكال العنف والانتهاكات التي تطالهم، باعتبارهم ركيزة أساسية في توثيق الحقيقة ونقل معاناة المواطنين. ويشدد على ضرورة أن تتضمن آليات الحماية الإعلامية تدابير واضحة لمنع تكرار مثل هذه الجرائم، سواء من قبل عصابات أو أي فئة كانت.

يتقدم مركز مدى بخالص التعازي لعائلة الزميل الشهيد صالح الجعفراوي، وللأسرة الصحفية الفلسطينية كافة، مؤكدا أن دماء الصحفيين لن تذهب هدرا، وأن الدفاع عن حرية الإعلام سيبقى في صميم رسالتنا.