مقتل صالح الجعفراوي: من هو الصحفي الغزي وكيف استشهد؟ (السيرة الذاتية والتفاصيل الكاملة)
أثار خبر مقتل الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي في مدينة غزة، صدمة واسعة بين الأوساط الإعلامية والشعبية، بعد ساعات من اختطافه على يد مسلحين مجهولين في حي الصبرة جنوب المدينة، في جريمة وصفت بأنها من أبشع الحوادث التي استهدفت الإعلاميين في القطاع خلال العامين الأخيرين.
من هو صالح الجعفراوي؟
صالح الجعفراوي هو صحفي ميداني شاب من سكان مدينة غزة، برز خلال السنوات الماضية في مجال الإعلام الرقمي والتوثيق الإنساني، حيث عمل على تغطية قصص الناس ومعاناتهم اليومية خلال الحرب والحصار.
عُرف الراحل بين زملائه بروحه المرحة والتزامه المهني، وشارك في عدد من المبادرات الإعلامية التطوعية، كما عمل مع مؤسسات محلية في إنتاج تقارير مصوّرة ركزت على هموم المواطنين في ظل العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وكان الجعفراوي أحد الأصوات الإعلامية البارزة التي حافظت على الخط الإنساني المستقل، بعيدًا عن الانحيازات السياسية، ما جعله محل احترام وتقدير من زملائه ومتابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي.
تفاصيل اختطافه واستشهاده
وفق شهود عيان، اختُطف الصحفي صالح الجعفراوي صباح اليوم في حي الصبرة بمدينة غزة، على يد عناصر مسلحة مجهولة الهوية، وسط إطلاق نار كثيف تسبب بحالة من الذعر بين السكان.
وبعد ساعات من انقطاع الاتصال به، عُثر على جثمانه في المنطقة ذاتها، وقد أصيب بطلقات نارية في أجزاء مختلفة من جسده.
ولم تصدر حتى الآن أي جهة رسمية بيانًا يوضح ظروف الجريمة أو الجهة المسؤولة عنها، في حين طالب صحفيون ومؤسسات حقوقية بالكشف عن ملابسات الحادثة وتقديم الجناة للعدالة، مؤكدين أن سكوت السلطات يشجع على تكرار الجرائم ضد الصحفيين.
ردود فعل واسعة وحزن على مواقع التواصل
عمّ الحزن مواقع التواصل الاجتماعي فور الإعلان عن مقتل الجعفراوي، حيث تصدر اسمه وسم #صالح_الجعفراوي ووسم #العدالة_للجعفراوي، مطالبين بفتح تحقيق عاجل ونشر نتائجه للرأي العام.
الناشط محمود زعيتر كتب عبر صفحته: "تم التواصل مع والد صالح صباحًا وكان مفقودًا، والآن الخبر المفجع.. صالح في ذمة الله. مكتوب علينا الوجع حتى في أوقات الراحة".
كما كتب صحفيون من غزة منشورات مؤثرة عن زميلهم الراحل، مؤكدين أنه كان رمزًا للنزاهة والهدوء والعمل الإنساني، ولم يكن يومًا طرفًا في أي صراع داخلي.
خلفية عن نشاطه الإعلامي
عمل الجعفراوي خلال الحرب الأخيرة على توثيق المآسي الإنسانية في أحياء مدينة غزة، ونشر تقارير مصورة من تحت الأنقاض ومن داخل المستشفيات الميدانية.
كان من بين الصحفيين الذين نقلوا للعالم معاناة الأطفال النازحين، وشارك في حملات إنسانية لدعم الأسر المتضررة من القصف.
وقال أحد زملائه في حديث صحفي: “صالح كان من الصحفيين الذين يعملون بصمت، لم يسعَ للظهور، بل للرسالة، كان يؤمن أن الصورة والكلمة أقوى من الرصاصة”.
دعوات لتحقيق العدالة
مؤسسات حقوقية فلسطينية ودولية أدانت الجريمة وطالبت بفتح تحقيق شفاف ومستقل، مؤكدين أن ما حدث يمثل "انتهاكًا صارخًا لحق الصحفيين في الحياة والعمل بحرية وأمان".
وطالبت مصادر فلسطينية، الأجهزة المختصة في غزة بـ"توضيح الحقائق فورًا وملاحقة الجناة"، مشددة على أن "صمت الجهات الرسمية لا يُبرر ولا يُغتفر في مثل هذه الجرائم".
وداع مؤلم لجثمانه
تم وداع جثمان الشهيد الصحفي صالح الجعفراوي في مسقط رأسه بمدينة غزة وسط حالة من الحزن الكبير.
رحم الله الصحفي صالح الجعفراوي الذي رحل وهو يحمل كاميرته وكلمته، تاركًا خلفه أثرًا لن يُمحى في ذاكرة المهنة والناس. وفق ما علق متابعون على خبر رحيله.
