حماس: تسلمنا ضمانات تؤكد انتهاء الحرب بشكل تام

أعلن رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحيّة، مساء الخميس، التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، والبدء بتنفيذ وقف دائم لإطلاق النار، مؤكّدا تسلّم "ضمانات"، تؤكد انتهاء الحرب بشكل تامّ.
وشدّد الحيّة في أوّل كلمة ألقاها بعد التوصّل لاتفاق بشأن كافة بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ على أن حماس "قدّمت ردا يحقق مصلحة شعبنا وحقوقه، ويتضمن رؤيتنا لوقف الحرب"، مضيفا: "وضعنا مصلحة شعبنا وحقن دمائه نصب أعيننا على طاولة المفاوضات".
كما لفت إلى أن الحركة "واصلت التفاوض غير المباشر، رغم المماطلة والتراجع"، من قِبل الاحتلال الإسرائيليّ، مضيفا أن حماس "تعاملت بمسؤولية عالية، أمام خطة الرئيس الأميركي".
وذكر أن الشعب الفلسطيني، "خاض حربا لم يشهد لها العالم مثيلا، وتصدّى لطغيان العدو وبطش جيشه، ومجازره ووحشيته".
وأضاف الحيّة: "ونحن نعيش الذكرى الثانية لمعركة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، نقف أمام عهدة الشهداء الأبرار من القادة مفجري الطوفان، الشهيد القائد إسماعيل هنية رئيس الحركة، ونائبه الشهيد القائد صالح العاروري، والشهيد القائد يحيى السنوار، والقائد الشهيد أبو خالد الضيف، ورفاقه من قادة المقاومة الذين اصطفاهم الله، فصدقوا ما عاهدوا الله عليه".
وقال "نقف أمام بطولات رجال المقاومة وأبطالها الذين قاتلوا من نقطة صفر، وكانوا كالطود العظيم أمام دبابات الاحتلال وآلياته وجنوده، وأفشلوا مخططات العدو واحدا تلو الآخر من مخططات التهجير، والتجويع، وصناعة الفوضى وغيرها من محاولات تحطمت أمام وعيكم وإرادتكم".
وذكر أنه "كان لإخوانكم رجال على طاولة المفاوضات، واضعين مصلحة شعبنا وحقن دمائه نصب أعيننا منذ اللحظة الأولى للمعركة، غير أن هذا العدو المجرم، ماطل وارتكب المجازر تلو المجازر، وأجهض جهود الوسطاء، المحاولة تلو المحاولة".
وأضاف أنه "عندما بدأنا وقفا لإطلاق النار في السابع عشر من كانون الثاني/ يناير الماضي، سرعان ما انقلب على الاتفاق، ليؤكد سياسته الدائمة بخرق الاتفاقات، ونقض العهود، واختلاق الأكاذيب".
وشدّد رئيس حركة حماس بالقطاع، على أنه "على الرغم من كل ذلك، واصلنا التفاوض غير المباشر، والذي أخذ فترات طويلة من المماطلة والتراجع والإفشال في كل محاولة، لكننا لم نوقف بذل كل جهد ممكن، لوقف العدوان، وإنهاء حرب الإبادة".
وقال: "تعاملنا بمسؤولية عالية مع خطة الرئيس الأميركي، وقدمنا ردًّا يحقق مصلحة شعبنا، وحقوق شعبنا وحقن دمائه، ويتضمن رؤيتنا لوقف الحرب، وحضر وفدنا إلى جمهورية مصر العربية متسلحا بالمسؤولية والإيجابية، بما مكننا نحن وقوى المقاومة من إنجاز اتفاق، نقدمه لشعبنا العزيز".
وأعلن الحيّة البدء بوقف إطلاق نار دائم، وقال: "إننا نعلن اليوم التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب والعدوان على شعبنا، والبدء بتنفيذ وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، ودخول المساعدات، وفتح معبر رفح في الاتجاهين، وتبادل الأسرى".
وأوضح أنه "سوف يُطلق سراح 250 من أسرى المؤبدات، و1700 من الأسرى من أبناء قطاع غزة، الذين تم اعتقالهم بعد السابع من شترين الأول/ أكتوبر، فضلا عن إطلاق سراح الأطفال والنساء جميعا".
وأكّد رئيس حماس بغزة، أن الحركة "تسلمت ضمانات من الإخوة الوسطاء، ومن الإدارة الأميركية، مؤكدين جميعًا أن الحرب انتهت بشكل تام، وسنواصل العمل مع القوى الوطنية والإسلامية استكمال باقي الخطوات، والعمل على تحقيق مصالح شعبنا الفلسطيني، وتقرير مصيره بنفسه، وإنجاز حقوقه إلى حين إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس".
وكانت إسرائيل قد شنّت في 9 أيلول/ سبتمبر غارة استهدفت وفد قيادة حماس في العاصمة القطرية، وأدت إلى استشهاد مدير مكتب خليل الحيّة، جهاد لبد، ونجله همام، وثلاثة من مرافقيه، فيما نجا الحيّة، وعدد من قادة الحركة.
وفي سياق ذي صلة، أعلن القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، الخميس، إن الحركة ترفض مقترح دونالد ترامب، بتشكيل "مجلس السلام" الذي سيترأسه الرئيس الأميركي نفسه، للإشراف مؤقتا على إدارة قطاع غزة، بحسب ما نقلت عنه قناة "العربي".
وأضاف حمدان: "لا يقبل فلسطيني هذا، كل الفصائل بما فيها السلطة الفلسطينية لا تقبل ذلك".
وأكد حمدان "لا أحد يقبل أن نعود إلى عهد الانتداب والاستعمار"، مضيفا "إذا أرادوا مساعدتنا فعليهم أن يعينوا الشعب الفلسطيني على تحصيل حقوقه كاملة وليس محاولة فرض الوصاية عليه".
ومن المقرر أن يتولى المجلس أيضا إدارة تمويل إعادة إعمار غزة بانتظار أن تكمل السلطة الفلسطينية برنامجا إصلاحيا، وتستعيد السيطرة على القطاع، بموجب خطة ترامب.
وتوصّلت إسرائيل وحماس، ليل الأربعاء - الخميس، بعد محادثات غير مباشرة في مصر إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الإفراج عن أسرى، بموجب خطة لترامب، ما يشكل محطة أساسية باتجاه إنهاء حرب مستمرة منذ سنتين في القطاع، أوقعت عشرات آلاف الشهداء، وخلّفت كارثة إنسانية هائلة.
ونصّت خطة ترامب المكونة من 20 نقطة إلى جانب وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، على أن تدير شؤون غزة لجنة فلسطينية من التكنوقراط، بإشراف "مجلس السلام" برئاسة ترامب، وعضوية رئيس الوزراء البريطاني، الأسبق توني بلير، من دون أن يكون لحماس أي دور في حكم القطاع.