خاص| من بلدة بيرزيت إلى الشارقة.. مبادرة شبابية فلسطينية تُلهم العالم العربي في حفظ التراث
في الوقت الذي تسعى فيه الأجيال الشابة الفلسطينية إلى الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز حضورها الثقافي، شاركت مبادرة بيرزيت الثقافية مؤخرًا في الملتقى العربي الخامس للتراث الثقافي الذي أقيم في إمارة الشارقة، ممثلة فلسطين ضمن مجموعة من المبادرات الشبابية العربية الملهمة.
وقال الناشط الشبابي عزات حنانية في حديث خاص لـ"رايــة"، إن هذه المشاركة حملت طابعًا مميزًا كونها المرة الأولى التي يخصص فيها الملتقى محاوره لـ دور المرأة والشباب في صون التراث الثقافي، مشيرًا إلى أن المبادرة قدمت ورقة عمل حول الموروث الثقافي الفلسطيني ودور الشباب في حمايته.
وأوضح حنانية أن مبادرة بيرزيت الثقافية تأسست مطلع عام 2025 كمبادرة شبابية تطوعية من أبناء بلدة بيرزيت، بمشاركة طلبة من جامعة بيرزيت، بهدف إحياء الطابع التراثي والثقافي للبلدة القديمة وإبراز مواقعها الأثرية والتاريخية.
وأضاف أن توقف التمويل عن المؤسسات الثقافية لم يمنع الشباب من العمل، بل شكّل دافعًا لهم ليبادروا بأنفسهم للحفاظ على هوية مدينتهم.
"بدأنا نشاطاتنا بمبادرات صغيرة استهدفت جميع فئات المجتمع، وخصوصًا الأطفال، من خلال ورشات يدوية كصناعة الصلصال والفسيفساء والحرف التراثية، لتعليمهم بطريقة ممتعة وميدانية بعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي، التي باتت تستهلك وقتهم دون فائدة."
وأشار إلى أن تفاعل الأهالي فاق التوقعات، حيث كانت الأنشطة تجذب عشرات الأطفال في كل مرة، ما يعكس تعطّش المجتمع لمثل هذه الفعاليات الثقافية الهادفة.
كما نظمت المبادرة، وفق حنانية، ورشًا خاصة بالشباب لتعزيز الهوية الوطنية والانتماء، قائلاً: "مهما كان تخصصك – طبيب، مهندس، أو أي مجال آخر – يجب أن تكون مسلحًا بهويتك الفلسطينية، فحين تسافر أو تدرس في الخارج، أول ما يُسأل عنك هو بلدك وهويتك، وهذا ما نعمل على ترسيخه لدى الشباب."
وأشار إلى أن المبادرة حرصت أيضًا على إقامة شراكات محلية مع مؤسسات المجتمع المدني والبلدية في بيرزيت، لتفعيل النشاطات في البلدة القديمة وتنظيم فعاليات مشتركة.
وأكد أن المبادرة تستعد حاليًا للانطلاق نحو المستوى العالمي، موضحًا:
"بدأنا العمل على مشروع جديد لإعداد كتيبات تعريفية عن بيرزيت باللغة الإنجليزية تُرسل إلى المغتربين، لتكون وسيلة للتعريف بتاريخ البلدة وتراثها، وتعزيز السياحة الثقافية فيها."
