الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:16 AM
الظهر 12:27 PM
العصر 3:47 PM
المغرب 6:22 PM
العشاء 7:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

حرب الإبادة.. عامان على توقف الرياضة الفلسطينية

ملعب فلسطين الدولي في غزة
ملعب فلسطين الدولي في غزة

عامان مرّا على اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. عامان تجرّعت فيهما الرياضة الفلسطينية مرارة الحرب، وتوقّفت كل مظاهر النشاط الرياضي تقريبا، بعدما تحوّلت الملاعب إلى ساحات ركام، وفقدت الأسرة الرياضية مئات الشهداء من اللاعبين والمدربين والإداريين.

الشلل الرياضي الكامل منذ اليوم الأول من العدوان

منذ اليوم الأول من العدوان، أصيبت الحركة الرياضية بالشلل التام. ألغيت البطولات، وتوقفت الدوريات، وتعطّلت تدريبات المنتخبات الوطنية والأندية، فيما أصبحت مقرات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وملاعبه هدفًا مباشراً للاعتداءات.

في غزة، دمّر القصف الإسرائيلي ملاعب كرة القدم بشكل كامل، ومقرات الاتحاد واللجنة الأولمبية وعددًا من الأندية، بينها خدمات الشاطئ وخدمات رفح واتحاد خان يونس، فضلًا عن استهداف منشآت رياضية أخرى في مناطق متعددة حيث بلغ عدد المنشآت المدمرة في القطاع 269 منشأة كلياً أو جزئياً، إضافة إلى 20 منشأة دمرها الاحتلال كليا أو جزئيا في الضفة الغربية، فضلا عن الانتهاكات المستمرة التي طالت المنشآت الرياضية في الضفة الغربية، من تدمير ملاعب وهدم مراكز للأندية في جنين وطولكرم ومخيم نور شمس، وكان آخرها يوم الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الجاري عندما ألقت قوات الاحتلال قنابل الغاز والصوت على مقر اتحاد كرة القدم الفلسطيني في بلدة الرام.

مئات الشهداء من الرياضيين 

الانتهاكات الإسرائيلية لم تتوقف عند حدود الملاعب، فخلال العامين الماضيين، وثق الاتحاد الفلسطيني استشهاد أكثر من 949 رياضياً منذ بدء العدوان، بينهم أكثر من 467 لاعب كرة قدم.

واستُشهد نجوم بارزون في الساحة الكروية مثل اللاعب سليمان العبيد، أحد رموز نادي خدمات الشاطئ والمنتخب الوطني السابق، والمدرب العام للمنتخب الوطني الأولمبي هاني المصدر، والحكم الفلسطيني الدولي محمد خطاب، وغيرهم العشرات من اللاعبين والمدربين والإداريين.

توقف الموسم الكروي وغياب المسابقات

أمام هذا الواقع المرير، وجد الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم نفسه مضطراً إلى شطب الموسم الكروي 2023/2024 رسمياً، نظراً لاستحالة استمرار النشاط الرياضي في ظل ظروف الحرب، على أن تُعتمد نتائج موسم 2022/2023 في السجلات الرسمية، كما علّقت اتحادات الألعاب الأخرى مسابقاتها، في مشهد لم تعرفه الرياضة الفلسطينية منذ عقود.

تحرك رسمي في المحافل الدولية

ورغم حجم الدمار، لم تتوقف جهود الاتحاد الفلسطيني في توثيق الانتهاكات ورفع الصوت في المحافل الدولية، فقد وجّه رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الفريق جبريل الرجوب، سلسلة رسائل رسمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) واللجنة الأولمبية الدولية وسائر الاتحادات القارية، مطالباً باتخاذ إجراءات عاجلة بحق الاتحاد الإسرائيلي بسبب انتهاكه الصارخ للوائح الفيفا والقانون الدولي الإنساني، وداعيًا إلى تعليق مشاركة الفرق والمنتخبات الإسرائيلية حتى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني والمنظومة الرياضية برمتها.

وفي مؤتمر صحفي عقده الاتحاد في منتصف عام 2025، عُرض فيديو توثيقي بالأرقام والصور يُظهر حجم الكارثة التي لحقت بالمنشآت الرياضية والرياضيين، مؤكدًا أن الرياضة الفلسطينية أصبحت هدفًا من أهداف الحرب، وأن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك لوقف هذه الانتهاكات بحق الرياضة الفلسطينية وحماية الرياضيين من الاستهداف.

اليوم، وبعد عامين على توقف الرياضة، لم تعد الرواية مجرد أزمة عابرة، بل قضية إنسانية ورياضية عالمية. فالرياضة الفلسطينية التي كانت لسنوات رمزًا للأمل والوحدة، تواجه أخطر مرحلة في تاريخها.

ومع ذلك، ما زال الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عبر منتخباته الوطنية يؤكد أن الرياضة ستنهض من تحت الركام، وأن صوت فلسطين سيبقى حاضراً في الملاعب كما في الضمير الإنساني، لأن "الرياضة في فلسطين ليست ترفًا… بل شكل من أشكال الصمود".

اللجنة الأولمبية الفلسطينية: الرياضة الفلسطينية في قلب الاستهداف

بدورها، استعرضت اللجنة الأولمبية الفلسطينية الحصيلة الدامية للرياضة الفلسطينية بعد عامين من حرب الإبادة.

وقالت في تقرير صدر عنها: "مع حلول السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2025، تطوي الرياضة الفلسطينية عامًا ثانيًا كاملًا من الحرب والعدوان الإسرائيلي المستمر، حربٌ لم تقتصر على البشر والمنازل والبنى التحتية، بل طالت كل مفاصل الحياة، وكانت الحركة الرياضية واحدة من أبرز ضحاياها".

وأضافت: "على مدار عامين، تحوّلت الملاعب إلى ساحات ركام، والمواهب إلى أسماء على قوائم الشهداء، في مشهد يُلخّص حجم المأساة التي تعيشها الرياضة الفلسطينية منذ اندلاع الحرب وحتى اليوم".

حصيلة دامية بعد عامين:

وفقًا لآخر التحديثات حتى الخامس من تشرين الأول/أكتوبر 2025، فإن الأرقام ترسم صورة مأساوية:

- 949 شهيدًا من أبناء الحركة الرياضية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

- 44 مصابًا، بينهم من أُصيبوا بعاهات دائمة أنهت مسيرتهم الرياضية.

- 29 معتقلًا من الرياضيين والعاملين في المجال الرياضي ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال.

- 289 منشأة رياضية تم تدميرها كليًا أو جزئيًا أو تعرّضت للاقتحام.

وأوضحت اللجنة أن "هذه الأرقام، التي تتزايد يومًا بعد يوم، لا تعكس فقط حجم الجرائم، بل حجم الخسارة التي تعيشها الرياضة الفلسطينية بكل تفاصيلها، من لاعبين ومدربين وحكام وإداريين، وحتى الملاعب والصالات والمنشآت التي كانت يومًا ما ميدانًا للأحلام والأمل".

رياضة تحت النار

وقالت اللجنة: "لم يعد الرياضي الفلسطيني يخشى الخسارة في مباراة، بل أصبح يخشى على حياته ومستقبله وبيته. فقد حُرم الآلاف من ممارسة رياضتهم، وتوقفت البطولات، وتشتتت الأندية والمنتخبات، وتحولت الملاعب إلى مراكز إيواء للنازحين. كما فقدت فلسطين نخبة من نجومها الواعدين ومدربيها المخضرمين، الذين سقطوا شهداء وهم يحملون حلم رفع اسم فلسطين في المحافل الدولية".

رسالة صمود وأمل

وأضافت اللجنة: "رغم كل هذا الألم، تواصل الرياضة الفلسطينية التشبث بالحياة، فكل شهيد ومصاب ومعتقل ومنشأة مدمّرة، هي شاهد حي على أن الاحتلال لم ولن ينجح في كسر إرادة هذا الشعب، ولا في إيقاف مسيرته الرياضية. عامان من الحرب والإبادة… لكن الرياضة الفلسطينية ما زالت تؤمن أن الغد أفضل، وأن الراية التي رفعها 949 شهيدًا ستبقى خفّاقة فوق كل ملعب وصالة ومنشأة في فلسطين".

Loading...