بعد هجمة استيطانية شرسة.. المغير تُحرم من موسم الزيتون

خاص - راية

أكد رئيس مجلس قروي المغير أمين أبو عليا أن اعتداءات المستوطنين المتكررة على أراضي القرية، وخصوصاً على أشجار الزيتون، حوّلت حياة المواطنين إلى معاناة يومية، وأفقدتهم موسم الزيتون الذي ينتظرونه من عام إلى عام كمصدر رزق وطقس وطني واجتماعي.

وقال أبو عليا في حديث لإذاعة "راية" إن مستوطنين هاجموا خلال الأيام الماضية منطقة سهل مرج سيع الواقعة بين قريتي المغير وأبو فلاح شمال شرق رام الله، وقطعوا نحو 120 شجرة زيتون معمّرة يزيد عمرها عن 60 عاماً، بحمايةٍ من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أن هذا الاعتداء يأتي ضمن سلسلة من الهجمات اليومية التي تستهدف المواطنين وممتلكاتهم في المنطقة الشرقية من رام الله، بهدف الضغط على السكان وتهجيرهم قسرياً عن أراضيهم الاستراتيجية، مشيراً إلى أن تلك الاعتداءات تجري غالباً بالقرب من المدخل الوحيد المتبقي لقرية المغير، ما يشكّل خطراً كبيراً على حياة الأهالي، خاصة في ساعات الليل أو أثناء نقل الحالات الطارئة إلى المستشفيات.

وأوضح أبو عليا أن تدمير أشجار الزيتون بهذا الشكل "يهدف إلى التنغيص على حياة الفلسطينيين حتى في أوقات الفرح"، لافتاً إلى أن موسم قطف الزيتون يُعتبر مناسبة وطنية وعائلية جامعة ينتظرها المزارع الفلسطيني بفارغ الصبر، لكن الاحتلال يسعى لحرمانه منها من خلال قطع الأشجار وتجريف الأراضي.

وأشار إلى أن قرية المغير فقدت خلال السنوات الماضية ما يزيد عن 25 ألف شجرة زيتون، منها أكثر من ألف شجرة خلال الأيام الأخيرة فقط، الأمر الذي حرم عشرات العائلات من مصدر رزقها الأساسي. وقال: "للأسف لم يتبقَّ للمزارع في المغير سوى المساحات الأمنية المسيطر عليها من الاحتلال، فلا أرض تُزرع ولا شجرة تُقطف".

وأكد أن أهالي القرية يعيشون شعوراً قاسياً مع اقتراب موسم الزيتون هذا العام، إذ لم يعد هناك ما يُقطف أو يُحضّر، بعد أن مُنِع المواطنون من الوصول إلى أراضيهم أو صودرت بالكامل.

وختم أبو عليا حديثه برسالة صمود، قائلاً: "لن تثنينا اعتداءات الاحتلال ولا سياساته عن البقاء في أرضنا. سنروي زيتوننا بعرقنا أو بدمنا، لكننا لن نرحل. هذه الأرض لنا، وسنبقى فيها موحّدين متماسكين رغم كل شيء".