"حقكِ في الفحص.. حقكِ بالحياة": حملة أكتوبر الوردي في فلسطين بين الوعي والمعيقات
في شهر أكتوبر من كل عام، تتجه الأنظار عالميًا نحو حملات التوعية بسرطان الثدي، حيث تسعى المؤسسات الصحية والثقافية والإعلامية إلى الوصول لأكبر عدد من النساء، مؤكدين أن الكشف المبكر كفيل بإنقاذ الأرواح. وفي فلسطين، يواصل مركز دنيا التخصصي لأورام النساء تنفيذ فعالياته التوعوية رغم التحديات القاسية التي تعيشها البلاد.
مديرة مركز دنيا التخصصي لأورام النساء، الدكتورة نفوذ مسلماني، قالت في حديث خاص لـ"رايــة" إن حملة هذا العام تختلف عن سابقاتها، موضحة: "منذ عام 2011 وهذه حملتنا الخامسة عشرة، لكن للأسف العام الماضي وهذا العام لم تكن حملتنا وردية بالمعنى التقليدي، بسبب ما تمر به نساء فلسطين من موت وجوع وقصف وحرمان من العلاج."
وأضافت أن المركز اختار هذا العام شعار "حقكِ في الفحص.. حقكِ بالحياة"، وجاءت انطلاقة الحملة من دوار المنارة في رام الله عبر وقفة شاركت فيها مؤسسات صحية ونسوية وحقوقية.
"أردنا أن نوصل رسالة للعالم بأن من حق المرأة الفلسطينية أن تعيش، وأن تتلقى الخدمات الصحية دون معيقات، وفي الوقت نفسه نذكّر نساءنا بأهمية الفحص الدوري الذي يرفع نسبة الشفاء لأكثر من 90%."
وأكدت مسلماني أن شهر أكتوبر الحالي ليس فقط شهر الوردية والرموز، بل شهر رفع الصوت الفلسطيني عاليًا أمام العالم، الذي يرى حملات توعية فاخرة في كل الدول، بينما تواجه المرأة الفلسطينية معيقات قاسية تمنعها من أبسط حقوقها في الفحص والعلاج، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية بسبب الحصار والحواجز.
وأضافت: "العالم يتحدث عن تقليل نسب الوفاة بالسرطان بـ2.5 مليون امرأة حتى عام 2040، لكن هذا لن يشمل نساء فلسطين، لأن الواقع هنا مختلف تمامًا. في ظل الاحتلال وغياب المستشفيات وصعوبة الوصول للخدمات، نخشى أن ترتفع نسب الإصابات والوفيات بدلاً من انخفاضها."
وعن وسائل مواجهة هذه التحديات، أوضحت مسلماني في حديثها لراية: "عملنا خلال السنتين الماضيتين على تدريب طالبات التمريض من جامعات بيت لحم وبيرزيت وابن سينا، ليقمن بالتوعية داخل القرى والمناطق البعيدة. كما وفرنا فحوصات مجانية لحالات اجتماعية بالتعاون مع البنك العربي، حيث استفادت نحو 150 سيدة حتى الآن."
وأضافت أن المركز يسعى لتذليل المعيقات المادية والجغرافية، من خلال توصيل الخدمة إلى النساء، لاسيما في المناطق النائية، قائلة: "المرأة التي تعرف أهمية الفحص لكنها لا تستطيع الوصول إليه تحتاج دعماً عملياً، لذلك نحاول إيصال الخدمة مجانًا أو شبه مجانية كلما أمكن."
وتطرقت مسلماني إلى فكرة العيادات المتنقلة، مشيرة إلى أنها كانت تجربة ناجحة عندما زارت العيادة 122 قرية وشخّصت 56 إصابة بسرطان الثدي، لكنها توقفت بسبب ضعف التمويل، مؤكدة أن "تفعيلها من جديد سيساهم في إنقاذ مزيد من الأرواح".
أما عن الوعي العام، فقالت إن الوعي ارتفع بين النساء والرجال في فلسطين خلال السنوات الماضية، لكنه يواجه تراجعًا ميدانيًا بسبب الظروف المعيشية والأمنية الصعبة.