الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:11 AM
الظهر 12:29 PM
العصر 3:53 PM
المغرب 6:31 PM
العشاء 7:46 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

خاص| النزوح في غزة: خوف من الموت في الشمال وعجز عن الاستقرار في الجنوب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أروى عاشور- غزة- راية:

في غزة لا يشبه النزوح أي انتقال عادي من مكان إلى آخر، بل هو اقتلاع قاسٍ من الجذور وترك للذكريات والمنازل والشارع الذي كان يومًا مأوى.

آلاف العائلات اضطرت لمغادرة شمال القطاع نحو الجنوب بحثًا عن ملاذ آمن، فيما بقيت أخرى عاجزة عن الرحيل، يثقلها العوز وضيق الحال.

وبينما يواجه النازحون معاناة الاكتظاظ وغلاء الإيجارات، يجد العالقون أنفسهم بين نار القصف وخوف الفقد، وبين عجز اليد التي لا تملك ثمن الطريق.

قالت الشابة نعمة ناصر 23 عامًا لـ"رايـة": نحن نحاول أن نجد وسيلة للنزوح من شمال القطاع إلى جنوبه، لكن التكاليف باهظة تفوق قدرتنا. كل ما نسأل عن وسيلة نقل أو عن مكان نستأجره، نصطدم بمبالغ لا نملكها، فنعود إلى نقطة الصفر."

وأضافت: "بحثنا طويلًا في الدير والوسطى وخانيونس عن قطعة أرض أو غرفة صغيرة نستأجرها، لكن معظم الأماكن تم استئجارها، وما تبقى إيجاراته مرتفعة جدًا، تفوق ما تستطيع أي عائلة صامدة في هذه الظروف دفعه. نحن فعليًا عالقون، لا نستطيع البقاء بأمان في الشمال ولا نجد طريقًا إلى الجنوب."

حال نعمة ليس استثناءً، بل صورة متكررة لمعاناة آلاف الأسر التي أثقلتها تكاليف النزوح الباهظة. كثير من العائلات وجدت نفسها عاجزة عن دفع ثمن المواصلات أو الإيجارات المرتفعة في الجنوب، فاختارت البقاء في الشمال رغم الخطر المحدق.

ومع انعدام الخيارات، يعيش هؤلاء بين القصف والخوف، في مواجهة يومية مع الفقر والجوع وانعدام الأمان، فيما يبقى الجنوب مكتظًا بالنازحين الذين يفترشون الأرض بحثًا عن مأوى يخفف قسوة التهجير.

أما مهند عليان، وهو أحد النازحين من شمال القطاع إلى النصيرات، يقول لـ"رايــة:نزحتُ مع عائلتي إلى الوسطى بحثًا عن مأوى، لكننا لم نجد مكانًا نلجأ إليه. كل البيوت ممتلئة، والأراضي أُجِّرت أو ازدحمت بالنازحين. لم يبقَ أمامي سوى خيمة صغيرة نصبها أقاربي، وجوارها شددت قطعة شادر أؤوي تحتها زوجتي وأطفالي."

وتابع:"الحياة في الشارع قاسية، فلا خصوصية ولا مقومات للعيش الكريم. أطفالنا ينامون على الأرض، ومعاناتنا كبيرة ولا نجد ما يحمينا. النزوح لم يكن خلاصًا، بل بداية معاناة جديدة لا نعلم متى تنتهي."

وفي ظل هذه الصورة القاتمة، يبقى النزوح في غزة مرادفًا لمأساة متجددة، حيث يطارد الفقر النازحين كما يلاحقهم القصف، فلا يجدون سوى صبر يتجدد كل صباح، وأمل بأن يأتي يوم تنتهي فيه رحلة العذاب.

Loading...