خاص | تصعيد إسرائيلي يحوّل أحياء غزة إلى مناطق أشباح
تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية على مدينة غزة، حيث يتركز القصف على الأحياء السكنية المكتظة، ما أدى إلى إفراغ أجزاء واسعة من مناطق مثل الشاطئ والرمال الشمالي والتفاح والسمير والشعبي من سكانها. وأجبر آلاف المواطنين على النزوح القسري نحو مناطق ضيقة أو السير لمسافات طويلة مشياً على الأقدام وسط توقف وسائل النقل بسبب منع إدخال الوقود.
مراسلة شبكة رايـــة الإعلامية، ربا خالد، نقلت المشهد الميداني في قطاع غزة الذي اتسم بالقسوة الشديدة، إذ يستخدم الجيش الإسرائيلي أساليب مدمرة من بينها الدفع بمدرعات محملة بالمتفجرات إلى الأحياء بهدف تفريغها من السكان بشكل كامل، وهو ما اعتبره مراقبون جريمة خطيرة بحق المدنيين.
وفي الوقت ذاته، تفاقمت أزمة المياه بشكل غير مسبوق بعد تدمير البنية التحتية وتوقف صهاريج الإغاثة عن العمل، ما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية وشحّ المياه الصالحة للشرب.
كما وثّقت مراسلة "رايـــة" شهادات مروعة لعائلات نزحت مشياً على الأقدام لمسافات تجاوزت عشرة كيلومترات، ومن بينها سيدة فقدت جنينها بسبب الإرهاق الجسدي أثناء النزوح.
كما كشفت تقارير حقوقية عن محاولات الجيش الإسرائيلي التواصل مع بعض العائلات لفرض التعاون تحت ذريعة "المناطق الآمنة"، وعندما رفضت هذه العائلات، تعرضت منازلها للاستهداف المباشر، كما حدث مع منازل عائلات بكر ودرمش والديري، ما أوقع عشرات الشهداء من المدنيين.
الوضع الإنساني في غزة يزداد تدهوراً مع استمرار الحصار والإبادة الممنهجة، فيما يحذر حقوقيون من أن الاحتلال يستخدم كل الوسائل العسكرية والإنسانية لإحكام خناق الإبادة على سكان القطاع.
