خاص| المنظومة الصحية في غزة تنهار بعد استهداف المستشفيات والمختبرات
أكد الدكتور محمد أبو عفش، مدير الإغاثة الطبية، أن النظام الصحي في مدينة غزة يواجه وضعًا "صعبًا للغاية" بعد خروج مستشفى الرنتيسي والعيون وعدد من العيادات والمراكز عن الخدمة جراء قصف الاحتلال، مشددًا على أن ما يقدم اليوم لا يتجاوز "إنقاذ حياة" بالحد الأدنى من الإمكانيات المتاحة.
قال أبو عفش في حديث خاص لـ"رايــة" إن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف كل شيء داخل قطاع غزة، بما في ذلك المراكز الصحية، موضحًا أن القصف طاول المبنى الكبير للإغاثة الطبية في مدينة غزة، والذي كان يضم كل التخصصات إضافة إلى المختبر المركزي المسؤول عن فحوصات بنوك الدم ومرضى السرطان.
وأشار إلى أن "النظام الصحي في غزة في وضع صعب جدًا، لكن لا بد من الاستمرار في العمل لتقديم الخدمة الصحية للأعداد الكبيرة من المواطنين".
وعن طبيعة الخدمات المقدمة في ظل الإمكانيات المحدودة، أوضح: "ما يقدم اليوم هو فقط إنقاذ حياة ومعالجة المرضى بما تبقى من الأدوية والمستلزمات الطبية"، لافتًا إلى أن الاحتلال لا يسمح بدخول أي مساعدات طبية أو غذائية. وأضاف أن الأزمة تتفاقم مع نقص المياه وصعوبة الحركة داخل المدينة، إلى جانب انعدام الوقود اللازم لتشغيل المركبات وتقديم الخدمات اللوجستية.
وتابع بالقول إن الاحتلال يستهدف حتى ما يسميها "المناطق الآمنة"، مستشهدًا بمجزرة سوق مخيم النصيرات المزدحم بالآلاف، والتي أسفرت عن أكثر من 70 شهيدًا بينهم 15 طفلًا وامرأة، إلى جانب عشرات المفقودين والمصابين بجروح خطيرة.
وبشأن إعلان منظمة أطباء بلا حدود تعليق عملياتها في غزة، أوضح أبو عفش أن ذلك جاء نتيجة عدم القدرة على التنقل أو إدخال المستلزمات الطبية والوقود اللازم لعمل الطواقم، مشيرًا إلى أن "القرار مؤقت حتى يتمكنوا من إدخال مواد وسولار أو طواقم جديدة". وأضاف أن المنظومة الصحية الفلسطينية لا تزال تعمل "بما استطاعت من إمكانيات محدودة وظروف قاسية".
وحول مستقبل النظام الصحي في غزة وشمالها، قال أبو عفش: "نتوقع الأسوأ. الاحتلال يستهدف النظام الصحي والطواقم الطبية، ولا مؤشرات على استثناء القطاع الصحي من العدوان". وأشار إلى أن معظم المستشفيات في غزة وشمالها خرجت عن الخدمة، ولم يتبق سوى ثلاثة أو أربعة مستشفيات تعمل جزئيًا وبإمكانيات ضئيلة، دون السماح لها بإدخال المستلزمات الطبية.
واختتم بالقول: "الأمل دائمًا في الله أن يقف هذا العدوان، وأن نعود بقوة إلى مراكزنا ومستشفياتنا ومرضانا لتقديم الخدمة بما أوتينا من قوة".
