بيرزيت تطلق "دليل الصحافة الصديقة": مرجع مهني لتغطية قضايا الصحة الإنجابية والجنسية

أطلقت مؤسسة جذور للإنماء الصحي والاجتماعي بالشراكة مع مركز تطوير الإعلام – جامعة بيرزيت، اليوم الإثنين، وبحضور وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي وبرعاية مؤسسة أوكسفام، "دليل الصحافة الصديقة: التعامل المهني مع قضايا الصحة الإنجابية والجنسية"، وذلك خلال حفل نظم في قاعة النشاطات بالمركز.
ويأتي الدليل ثمرة جهد امتد على مدى شهور، شارك فيه فريق من الخبراء من مؤسسة جذور والمركز، بهدف تزويد الصحافيين وصنّاع المحتوى بأداة تدريبية متخصصة تساعدهم على تناول قضايا الصحة الإنجابية والجنسية من منظور مهني وحقوقي، يعكس المفهوم الشامل للصحة العامة ويعزز التربية الإعلامية.
وأكدت الوزيرة الخليلي في كلمتها أن المرأة الفلسطينية تعيش "واقعًا مأساويًا" بفعل استمرار العدوان والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وما يرافقه من منع المساعدات الإنسانية الأساسية. وقالت: "نساء غزة يواجهن الموت البطيء نتيجة التجويع والتعطيش وانعدام الرعاية الصحية، ويعانين يوميًا ظروفًا استثنائية ما بين فقدان سبل العيش وغياب الأمن الصحي والاجتماعي."
وشددت على أن دور الإعلام يصبح أكثر إلحاحًا في ظل هذه الظروف، لنقل معاناة النساء وصوتهن للعالم، وتسليط الضوء على أشكال العنف المركّب الذي يواجهنه.
من جانبه، أوضح مدير عام مؤسسة جذور، د. أمية خماش، أن إطلاق الدليل يمثل "إضافة نوعية للممارسات الإعلامية"، مؤكدًا أنه أداة عملية لتعزيز المهنية والوعي في معالجة قضايا الصحة الإنجابية والجنسية بما يساهم في تمكين المجتمع الفلسطيني، خصوصًا الفئات الأكثر هشاشة.
أما القائم بأعمال مدير مركز تطوير الإعلام، أسامة الميمي، فاعتبر أن هذا الإصدار يجسد رؤية المركز في تطوير بيئة إعلامية مسؤولة قادرة على خدمة المجتمع الفلسطيني، من خلال الدمج بين الإعلام والصحة العامة، وترسيخ الشراكات بين المؤسسات الأكاديمية والمجتمعية.
وأكد مدير البرامج في أوكسفام، إياد الأعرج، أن دعم إصدار الدليل ينسجم مع رسالة المؤسسة في تعزيز العدالة الاجتماعية، مشددًا على أن الإعلام أداة محورية في تغيير الصورة النمطية وتعزيز الحوار المجتمعي، لاسيما حول القضايا الحساسة.
محتوى الدليل
وقدمت الباحثة في مركز تطوير الإعلام ومعدة الدليل، ناهد أبو طعيمه، عرضًا موجزًا أبرزت فيه أن الدليل يشكّل "خارطة طريق مهنية" للصحافيين، إذ يصحح الالتباسات الشائعة، ويشجع على تبني أساليب غير تقليدية في التغطية الإعلامية.
وأشارت إلى أن أحد أهم محاور الدليل يتناول تغطية حرب الإبادة ضد النساء وما يُعرف بـ"العنف الإنجابي"، أي استهداف قدرتهن على الحمل والولادة، مؤكدة أن الدليل يختتم بمسرد للمصطلحات العلمية المتفق عليها محليًا وعالميًا لتوحيد الخطاب الإعلامي.
ورشة مهنية
وعلى هامش الإطلاق، نُظّمت ورشة بعنوان: "المرأة، التعافي، والإعلام: أدوار متقاطعة في زمن الحرب"، بمشاركة ممثلين عن مؤسسات حكومية وأهلية ودولية، حيث جرى بحث أطر العمل وجهود التعافي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسط حضور واسع من الصحافيين والمؤسسات الإعلامية والصحية.