أماني عطاري: من حلم مؤجل في بيرزيت إلى منصة الأزياء العالمية
استضاف برنامج "ضيف الراية" عبر شبكة رايـــة الإعلامية، مصممة الأزياء الفلسطينية أماني عطاري، التي انطلقت من قرية أبو قش قرب رام الله لتحقق حلمها المؤجل وتصل بتصاميمها إلى منصات الأزياء العالمية.
عطاري، أم لأربعة أبناء، بدأت مشوارها الجامعي في جامعة بيرزيت عام 2001 بدراسة إدارة الأعمال، لكن الظروف العائلية والسياسية حالت دون إكمالها. وبعد 14 عاماً، عادت عام 2018 لتلتحق بكلية الفنون والموسيقى والتصميم في الجامعة، متجاوزة الصعوبات العائلية والالتزامات اليومية، وتخرجت عام 2022 بامتياز.
تقول عطاري إن الفشل ليس في قاموسها، مؤكدة أنها تؤمن بقدرة الإنسان على تحقيق ما يريد: "إذا حدا بيقدر يعمله فأنا بقدر أعمله، وأحسن منه كمان".
وتوضح أنها وجدت في التصميم مساحة لإظهار شغفها ورؤيتها الخاصة للجمال، معتبرة أن كل ما خلقه الله جميل إذا ما نظرنا إليه من زاوية مختلفة.
رحلتها العملية لم تكن أقل تحدياً، فقد واجهت صعوبة في إيجاد من ينفذ تصاميمها داخل فلسطين بسبب غياب خبرات متخصصة في صناعة الباترونات ونقص المواد الخام. هذا دفعها أحياناً للسفر إلى بلدان مثل دبي وإيطاليا لتصنيع قطعها. ومع ذلك، أصرت على أن تحمل تصاميمها عبارة صُنع في فلسطين.
انطلاقتها العالمية جاءت بعد فوزها بالمركز الأول في إحدى أكبر مسابقات الأزياء في الشرق الأوسط بدبي، حيث قدمت مجموعة مستوحاة من البيئة الفلسطينية ورواية جبران خليل جبران الحقيقة العارية. تقول عطاري: "أنا ما رحت أشارك فقط، كنت واثقة أني جايه أفوز، لأنه ما في إنسان بيتحمل كل هذا العناء إلا إذا كان مؤمن بعمله".
تصاميم عطاري نشرت لاحقاً على منصة "فوتوفوج" التابعة لمجلة فوج العالمية، وهو إنجاز تعتبره دليلاً على أن المصمم الفلسطيني قادر على منافسة الأسماء العالمية.
رسالة عطاري تتجاوز حدود الموضة، فهي تسعى لإعادة الاعتبار للباس المحتشم كخيار أنيق وفاخر، مشيرة إلى أن "اللباس المحتشم كان دائماً جزءاً من ثقافتنا وجمالنا العربي، وهو ما يميز الملكات والأميرات". وتؤكد أن هدفها ليس تجارياً بقدر ما هو رسالة لإبراز الرقي والجمال الحقيقي للمرأة.
وفي ختام حديثها، شددت عطاري على ضرورة الإصرار وعدم الاستسلام: "الفشل لابد أن يزول من القاموس. أي حلم عند الإنسان يجب أن يحاول تحقيقه، حتى لو لم نجح يكفيه شرف المحاولة".