صدى سوشال يكشف لراية كيف يوظف الاحتلال الإنترنت لتشويه الحقائق عن غزة!
كشف مراقبون أن حملات إعلانية ضخمة على منصات جوجل خلال الحرب على قطاع غزة، استهدفت ترويج رواية إسرائيلية تنفي المجاعة في القطاع وتتهم الأمم المتحدة والأونروا بالتحيز ودعم حماس. وتأتي هذه الحملات ضمن استراتيجية إعلامية إسرائيلية مستمرة، تستخدم التكنولوجيا الرقمية لتشكيل الرأي العام الدولي.
كشفت نداء بسومي، المنسقة الإعلامية في "صدى سوشال"، في حديث خاص لـ"رايـة"، عن تفاصيل حملة تحريضية إسرائيلية على منصات جوجل، بقيمة عقد يُقدر بـ45 مليون دولار، تستهدف إنكار المجاعة في قطاع غزة، واتّهام مؤسسات الأمم المتحدة، التي أعلنت رسمياً المجاعة، بالكذب والتحيز.
وأشارت بسومي إلى أن هذه الحملات تصف مؤسسات الأمم المتحدة بأنها “حمساوية” وتكرّر الخطاب التحريضي الإسرائيلي، ضمن جهود مستمرة لتشويه صورة الأونروا والمنظمات الدولية، وإقناع الرأي العام بعدم صحة المعلومات المتعلقة بالوضع الإنساني في غزة.
ولفتت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعاون فيها جوجل مع الاحتلال الإسرائيلي في حملات رقمية خلال الأزمات، موضحاً أن خلال الحرب الجماعية في يناير 2024، تم السماح بترويج إعلانات تحريضية ضد محكمة العدل الدولية، حيث كانت نتائج البحث الأولى عند البحث عن المحكمة تروج لروايات إسرائيلية تزعم أنها منحازة للإرهابيين.
وأوضحت بسومي أن الهدف من هذه الحملات الإعلانية هو التأثير على الجمهور عبر منصات متعددة، سواء عبر يوتيوب أو نتائج البحث على جوجل أو الفيديوهات التفاعلية. فمثلاً، عند البحث عن “المجاعة في غزة” بلغات أخرى غير العربية، تظهر أول النتائج بما يتوافق مع الرواية الإسرائيلية: إنكار المجاعة، اتهام حماس بسرقة المساعدات، والتأكيد على أن إسرائيل تقدم المساعدات بشكل منتظم.
وأضافت أن هذه الحملات تهدف بشكل أساسي إلى تشكيل الرأي العام من خلال عرض النتائج الأولى فقط، حيث يعرف الجميع أن غالبية المستخدمين لا يتجاوزون الصفحة الأولى من نتائج البحث، ما يجعل الرسائل التحريضية أكثر تأثيراً.
وتابعت بسومي في حديثه الخاص لراية أن هذه الإعلانات والفيديوهات لا تقتصر على المستخدمين على المنصة نفسها، بل تنتشر عبر التطبيقات التي تحتوي على إعلانات، حيث تظهر للمستخدمين في شكل محتوى مموّل يتوافق مع الدعاية الإسرائيلية.
وأكدت أن الاحتلال يستفيد من هذه الحملات في تعزيز الرواية الرسمية، والتقليل من الانتباه الدولي للمعاناة الإنسانية الحقيقية في غزة، مستغلاً المنصات الرقمية الحديثة للوصول إلى أوسع شريحة ممكنة من الجمهور العالمي.