خاص| أهداف ميدانية وسياسية وراء العملية الإسرائيلية في قلب مدينة غزة
مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على مدينة غزة، تواصل قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في حي الزيتون ومحيطه، ضمن سياسة الأرض المحروقة والتدمير الواسع للبنية التحتية، وسط نزوح جماعي للسكان ومخاوف من بدء هجوم بري شامل يستهدف عمق المدينة.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال الباحث المختص بالشأن العسكري رامي أبو زبيدة، إن ما يجري في مدينة غزة منذ أيام يؤشر إلى "تجهيز مسرح عمليات لبدء هجوم واسع"، مشيرًا إلى أن الاحتلال يدير عملياته بقيادة الفرقة 99، وهي فرقة متخصصة بالعمليات المركبة داخل المدن وتضم وحدات مشاة ومدرعات ودعم هندسي ولوجستي متكامل.
وأوضح أبو زبيدة أن الاحتلال يستخدم سياسة "الأرض المحروقة"، عبر تفجيرات منظمة للروبوتات والحاويات المفخخة، إلى جانب القصف المدفعي والجوي المكثف، لافتًا إلى أن أكثر من 400 منزل تم تدميرها خلال الأيام الماضية في حي الزيتون وحده، بهدف تفريغ المنطقة وتدمير بنيتها الحضرية بالكامل.
وأضاف أن جيش الاحتلال يجبر الأهالي على النزوح القسري من حي الزيتون والمناطق المتاخمة له تحت تهديد الطائرات المسيرة، بعد استهداف المدارس ومراكز الإيواء، موضحًا أن "الهدف ليس مجرد مواجهة محدودة، بل إفراغ هذه الأحياء من سكانها تمهيدًا للتوغل نحو غرب غزة".
وتابع أن حي الزيتون، الذي يمثل نحو 13% من مساحة مدينة غزة، يقطنه ما بين 80 إلى 90 ألف نسمة، فيما يعيش في المدينة ككل ما يقارب المليون شخص، معظمهم نزحوا من الشمال والمناطق الشرقية مثل الشجاعية والتفاح، ويتركزون حاليًا في غرب المدينة ومحيط الساحل.
وأشار أبو زبيدة إلى أن الاحتلال يحاول عبر عملياته "السيطرة على عقد الحركة داخل المدينة، خاصة شارع 8، وتجزئة الأحياء وإحكام الطوق عليها، وتأمين ممرات من الشرق إلى الغرب لتقليل تعرض قواته لعمليات المقاومة".
وبيّن أن هناك أهدافًا عملياتية وسياسية متعددة، أبرزها فرض إخلاء واسع وسريع للسكان، والترويج لعمليات إنسانية عبر إدخال مساعدات محدودة، إضافة إلى محاولة تحقيق "نصر معنوي" بالوصول إلى قلب مدينة غزة التاريخية، بما يخدم صورة الاحتلال داخليًا ويزيد من الضغط على ملف الأسرى.
واختتم الباحث العسكري حديثه بالإشارة إلى أن النقاشات الدائرة في الإعلام العبري تتحدث عن تقليص الجداول الزمنية لاحتلال المدينة، والسعي لإنجاز عمليات الإجلاء والسيطرة خلال أسابيع، في إطار خطة أشمل لتطويع غزة دون الدخول في حكم مباشر.
