القطاع يسير "نحو المجهول"
خاص | طبيب بغزة يحذّر من ظاهرة "متلازمة إعادة التغذية"
تتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة يوماً بعد يوم، وسط تقارير صادمة تشير إلى انتشار المجاعة وسوء التغذية الحاد بين سكان القطاع، الذين تجاوز عددهم المليوني نسمة، في ظل حصار خانق وانهيار شبه تام للبنية التحتية والصحية والاقتصادية.
وأكد الدكتور عبد الله نصار، المختص في الصحة العامة، أن ما يمر به قطاع غزة يُعد “واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث”، مشيراً إلى أن أكثر من 93% من سكان غزة يعانون من أزمة حادة في التغذية، بحسب تقارير منظمات أممية مثل "برنامج الأغذية العالمي" و"اليونيسيف" و"منظمة الصحة العالمية".
وقال نصار في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية إن ما لا يقل عن 244 ألف مواطن صنفوا ضمن "فئة الكارثة" الغذائية، موضحاً أن هناك وفيات مؤكدة بسبب الجوع أو مضاعفاته، حسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية والمؤسسات الدولية.
وأضاف: "نرى الأطفال وقد أصابهم الهزال، والنساء يفقدن الأجنة، وكبار السن ينهارون دون قدرة على تقديم أي نوع من الرعاية. هذا هو الواقع في غزة اليوم".
وحذّر نصار من أن بعض أجساد السكان قد وصلت إلى “مرحلة اللاعودة”، وهي المرحلة التي يصبح فيها التعافي الكامل مستحيلاً حتى مع توفر الغذاء، مشيراً إلى وجود أضرار دائمة مثل تلف الجهاز العصبي وتأخر النمو لدى الأطفال، وهشاشة العظام وضعف عضلة القلب.
وأشار أيضاً إلى ظاهرة طبية مقلقة تُعرف بـ"متلازمة إعادة التغذية"، والتي تحدث عندما يُعاد إدخال الغذاء إلى الجسم بعد حرمان طويل، ما قد يؤدي إلى فشل في امتصاص الغذاء وحدوث اضطرابات قلبية خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.
وختم نصار تحذيره قائلاً: "كلما طال أمد المجاعة، زادت الأضرار التي لا يمكن علاجها. غزة الآن ليست فقط في مرحلة الخطر، بل تجاوزتها نحو المجهول".