محلل سياسي لراية: نتنياهو يكذب.. والمفاوضات تُستخدم غطاء لاستمرار الإبادة في غزة
وسط حملة تضليل تقودها حكومة الاحتلال لإطالة أمد الحرب، تزداد مؤشرات الخداع السياسي الذي تمارسه إسرائيل، ليس فقط بحق الفلسطينيين بل أيضًا تجاه عائلات الأسرى الإسرائيليين.
تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الأخيرة حول عدد المحتجزين في غزة فجّرت غضبًا داخليًا جديدًا، بينما يؤكد محللون أن إسرائيل تسعى لشيء أكبر من مجرد استعادة الأسرى، بل تعمل على تنفيذ أجندة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وتصعيد العدوان لتحقيق مشروع استيطاني شامل.
قال مدير مركز مسارات للدراسات، هاني المصري، في حديث خاص لـ"رايــة" إن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول وجود 24 محتجزًا فقط في غزة، تُعد استمرارًا لنهج التضليل والكذب، ليس فقط تجاه الفلسطينيين بل حتى تجاه أهالي الأسرى الإسرائيليين أنفسهم.
وأكد المصري أن تصريح زوجة نتنياهو خلال نفس اللقاء بأن العدد أقل من ذلك، زاد من حالة الغضب الشعبي، وكشف عن حجم التخبط داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية.
وأضاف المصري أن حكومة الاحتلال، وخاصة من خلال تصريحات وزير المالية، أظهرت أن ملف الأسرى ليس أولوية، بل يأتي خلف أهداف استراتيجية كبرى، أبرزها السيطرة الدائمة على قطاع غزة، وتهجير سكانه، وتصفيه قضية اللاجئين وحق العودة، بالإضافة إلى محاولات تغيير الوضع القانوني والديني في المسجد الأقصى تمهيدًا لهدمه.
وأوضح أن حركة حماس أبدت مرارًا استعدادها لعقد صفقة تبادل شاملة تشمل إطلاق جميع الأسرى مقابل وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي، وإعادة الإعمار، لكن إسرائيل ترفض ذلك وتسعى لصفقات جزئية لامتصاص الغضب الداخلي فقط، وللعودة لاحقًا إلى استئناف العدوان.
وأشار إلى أن وقف الحرب سيؤدي، على الأرجح، إلى انهيار حكومة نتنياهو، حيث يهدد شركاؤه من اليمين المتطرف بالانسحاب منها إذا لم تُحقق الأهداف المعلنة.
وشدد المصري على أن المظاهرات التي نظمتها عائلات الأسرى في إسرائيل فقدت زخمها، والضغوط على الحكومة باتت أقل فاعلية، لافتًا إلى أن هناك إجماعًا إسرائيليًا على إنكار الحقوق الفلسطينية، لكن الخلاف يتمحور حول كيفية التعامل مع ملف الأسرى.
وتابع: "إسرائيل لا تسعى لاتفاق، بل تستخدم المفاوضات غطاءً لمواصلة الحرب. هي تريد استسلامًا كاملاً من الفلسطينيين، ليس فقط للمقاومة، بل للشعب بأكمله، وتعتبر وجود الفلسطينيين على أرضهم فشلًا لمشروعها القائم على مقولة (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض)".
وختم المصري بالتأكيد على أن الإبادة والطرد والتهجير وسياسات التطهير العرقي التي تنفذها إسرائيل تشمل كل الجغرافيا الفلسطينية، وأن حكومة الاحتلال سبق وأن أعلنت صراحة أن هدفها الأساسي هو ضم الضفة الغربية، داعيًا إلى قراءة المشهد ضمن هذا الإطار الواسع لمواجهته بوعي ووضوح.