الجلطات القلبية ليست حكرًا على الكبار.. خطوات بسيطة قد تنقذ حياتك (خاص بالفيديو)

 

خاص - راية

أكد الدكتور جوني خوري، استشاري أمراض القلب والشرايين في مستشفى H-Clinic ومركز الإغاثة الطبية لأمراض القلب والشرايين والسكري، أن الجلطات القلبية أصبحت تهدد فئة الشباب بشكل متزايد، ولم تعد تقتصر على كبار السن أو من يعانون من السمنة والتدخين فقط، محذرًا من تجاهل الأعراض الأولية التي قد تنذر بحدوث الجلطة.

وفي حديثه لإذاعة "رايــة"، أوضح د. خوري أن الجلطة القلبية هي انسداد كامل في أحد الشرايين التاجية، ما يؤدي إلى توقف تدفّق الدم والأكسجين إلى عضلة القلب، ويبدأ معها موت تدريجي في المنطقة المصابة، مؤكداً أن "التعامل السريع خلال الساعات الأولى من الإصابة يُحدث فارقًا كبيرًا في إنقاذ حياة المريض".

أعراض الجلطة القلبية

وأشار إلى أن أبرز أعراض الجلطة القلبية تشمل ألمًا ضاغطًا في وسط الصدر، يمتد إلى الكتفين أو الذراعين، يترافق مع تعرّق بارد، غثيان، أو ضيق في التنفس. وأحيانًا، تظهر الأعراض بشكل غير نمطي، خاصة إذا كانت الجلطة في الجدار السفلي للقلب، حيث يشعر المريض بألم في المعدة يُخطئ كثيرون في تفسيره على أنه اضطراب هضمي.

وشدد د. خوري على أهمية سرعة التوجه إلى الطوارئ فور ظهور هذه الأعراض، وعدم التهاون أو محاولة العلاج المنزلي، قائلاً: "ساعة التأخير الأولى قد تكون قاتلة، إذ قد تحدث اضطرابات خطيرة في نبض القلب مثل الرجفان البطيني الذي يؤدي إلى الوفاة المفاجئة".

الشباب ليسوا بمأمن

وخلال المقابلة، أشار د. خوري إلى أن العديد من الحالات تُصيب أشخاصًا لا تظهر عليهم علامات الخطر التقليدية، بل يكونون نشيطين بدنيًا ويبدون بصحة جيدة، موضحًا أن "العوامل الوراثية تلعب دورًا مهمًا، خاصة إذا كانت هناك سوابق عائلية لإصابة أحد الوالدين أو الأشقاء في سن مبكرة".

كما لفت إلى أن أمراضًا صامتة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول، قد تُمهّد للإصابة دون أن يشعر بها المريض، ما يجعل الفحوصات الدورية أمرًا حاسمًا، حتى لدى من يتّبعون نمط حياة صحية.

وأكد أن ممارسة الرياضة وتناول طعام متوازن يقلل من خطر الإصابة، لكنه لا يُلغيها بالكامل، مشيرًا إلى خطأ شائع بين البعض في تناول الأدوية، مثل الأسبرين، دون استشارة طبيب، وهو ما قد يؤدي إلى مضاعفات غير متوقعة.

ثلاث خطوات تحمي قلبك

وختم د. جوني خوري حديثه بالتأكيد على أن الوقاية تبدأ بثلاث خطوات بسيطة:

اتباع نمط حياة صحي، يتضمّن النشاط البدني والتغذية المتوازنة.

القيام بفحوصات دورية لضغط الدم والسكر والكوليسترول، خصوصًا لمن لديهم تاريخ عائلي.

التحرّك السريع عند ظهور الأعراض، وعدم التردد في زيارة الطوارئ.

وقال: "السر الحقيقي لصحة القلب لا يكمن فقط في الوقاية، بل في الوعي والمتابعة المبكرة... فكل دقيقة قد تصنع الفرق بين الحياة والمضاعفات أو حتى الموت".